الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
مع بدء العد العكسي لانتخابات الرئاسة الأميركية في 3 الشهر القادم، يظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبكثير من الغرور والتعجرف أمام مناصريه وكأن إعلان إصابته بوباء كورونا المستجد ما هو إلا مؤامرة لا أكثر، حيث الصورة الحالية والتصريحات الصادرة عنه وأفعاله لا توحي إلا بذلك.
فترامب المتمارض بكورنا- إن صح التعبير- لم يلبث أن استأنف تجمعاته الانتخابية التي توقفت إثر ذلك لأيام، مؤكدا أمام أنصاره بفلوريدا أمس أنه “بكامل لياقته، وليقول أمام حشد ضخم من أنصاره: “لقد تخطيته والآن يقولون إن لدي مناعة” من الفيروس، ليضيف: “أشعر بأنني قوي للغاية.. يمكنني أن أسير وسط هذا الحشد، أن أقبّل الحضور أجمعين”.
ترامب الذي يحاول أن يقلب معادلة الشوط الأخير مع منافسه الديمقراطي جو بايدن لم ينس أيضاً أن يهزأ كعادته منه الذي غالبا ما يسميه “جو النعسان”، بعد أن قارن بين تجمعاتهما والسخرية من ذلك بالقول: إن بايدن يلتزم في تجمعاته بقواعد التباعد الاجتماعي عن طريق رسم دوائر على الأرض لتحديد المسافة الفاصلة بين الحضور لأنها الطريقة الوحيدة أمامه لملء القاعة بالحضور.
وأمام هذا الفارق الزمني المتقلص حرص ترامب في خطابه في فلوريدا أن يستثمر هذه الولاية المتأرجحة التي يمكن أن يكون تصويتها حاسما، عبر خطب ود الناخبين كثيراً قائلا: “أحب فلوريدا”، لكن رغم هذا التغطرس الذي يحل بترامب إلا أن بورتلاند لا تزال تثير الكثير من عنصريته مع دخولها بمزيد من التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة، وهو ما دفع ترامب أمس لشن هجوم عنيف على متظاهرين في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون بعد أن أسقطوا ليل الأحد تمثالين لسلفيه أبراهام لينكولن وثيودور روزفلت، واصفاً إياهم بـ”الحيوانات” ومطالباً بسجنهم، وذلك في تغريدة له على تويتر معلقاً على الاضطرابات التي شهدتها بورتلاند ، والتي يحكمها كما ولاية أوريغون خصوم ترامب الديمقراطيون.
ووسط معركة الانتخابات المحتدمة والاحتجاجات المتوالية يسعى ترامب للاستثمار في كل شيء وقلب المعادلات بقلب بعض الأمور رأساً على عقب وإشغال الساسة لخطف الأنظار تارة وتشتيتها عن سوء سياسته وعنصريته واستبداده واستهتاره تارة أخرى بعد أن سبب وعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لرئيسه ترامب بالكشف عن رسائل سابقته هيلاري كلينتون توترا بين مسؤولي الدولة وعمق الانقسامات عشية الانتخابات الرئاسية.
ورأت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، في “اندفاع بومبيو لنيل رضا ترامب والكشف عن الرسائل الإلكترونية القديمة لهيلاري كلينتون ما يثير انشغال العديد من مسؤولي وزارة الخارجية الذين يخشون أن تكون هذه الخطوة غير قانونية وتشكل تدخلا في الانتخابات”، متسائلة كغيرها من العديد من الرسميين والسياسيين عن خلفية هذه الرغبة الملحة في نشر رسائل كلينتون بعد نحو ثمانية أعوام من تركها وزارة الخارجية