أقوى من الحريق ..

الصورة والمشاهد المتلاحقة المؤلمة لنيران مستعرة بكل جبروتها أكلت كل ماتصادفه في طريقها ، وتحصد الأخضر واليابس من أشجار وغابات متعددة الأسماء والفوائد كانت بحدّ ذاتها كنزاً من كنوز الغطاء النباتي وجمال الطبيعة الساحرة في مناطق مختلفة، ومساحات واسعة من أشجار الزيتون والحمضيات وغيرها لطالما كانت حلم أصحابها وأملهم في موسم تعلق عليه الأنظار في سد الاحتياجات والمتطلبات ولو بأبسط الأشكال.

تلك الصور والمشاهد وبكل ما اختزنته من دلالات لاشك ستبقى عالقة في أذهان كل من رأى وسمع عن حرائق ضخمة في أرياف محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ، حيث أحرقت القلوب وأدمعت العيون برؤية أشجار باسقة معمرة تحترق ونار احتراقها تأخذ معها ما تأخذه من زرع وثمر وتعب وجهود أسر لسنين خلت كانت تلك الحقول والبساتين محور رعايتها واهتمامها لتعطي أكثر وأكثر ، ولتتحول بلحظات إلى مجرد رماد لا أكثر.

وبالرغم من تعدد أسباب تلك الحرائق والتي كانت علامة مؤكدة لكثير من التقصير والإهمال في حماية تلك الغابات والعناية بالمناطق الحراجية وعدم تخديمها ببنية تحتية مناسبة سواء بشق الطرق الزراعية وإنشاء الأحواض والخزانات المائية، أو حراستها ومراقبتها للوقاية ما أمكن من الحرائق ، إضافة للنقص الكبير في المستلزمات والآليات والمعدات التي من المفروض أن تكون جاهزة باستمرار.

بقي المشهد الأهم والملفت هو اللهفة المجتمعية بين سكان القرى ومؤازرة بعضهم البعض في مد يد العون ، وبسالة عناصر من الجيش العربي السوري ورجال الدفاع المدني في المشاركة في إخماد الحرائق ، إضافة للمشاركة المجتمعية من مختلف المحافظات بفرق تطوعية ومساهمات خيرية لكثير من الجمعيات والأشخاص، وكذلك توجيهات الجهات المعنية لتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة لسكان المناطق التي أنكبها الحريق.

ومع الاصرار والعزيمة على إعادة استصلاح تلك الأراضي وتشجير المساحات الواسعة التي التهمتها النيران ، ومع ضرورة قيام الجهات المعنية بواجباتها ومسؤولياتها في الاهتمام والمتابعة والعمل الجاد على جميع الأصعدة لتقديم أفضل الخدمات والاحساس العالي بالمسؤولية الوطنية وحب الوطن ، وبالعمل والأمل والإرادة الصلبة يعود الغطاء الأخضر أفضل مما كان وتبقى سورية على الدوام بهمة قائدها وبسالة جيشها وإرادة شعبها رمز الخير والعطاء ، وهي بعد أي نار و حريق وبالرغم من كل الصعاب أقوى من الحريق.

حديث الناس – مريم إبراهيم

آخر الأخبار
الأمبيرات في حلب.. قرار رسمي لا يُنفذ ومعاناة لا تنطفئ من جديد.. أزمة المواصلات تتصدر المشهد في حلب استكمال تأهيل الثانوية المهنية الصناعية الخامسة بحلب قلوب مخترقة.. عندما يغازل الذكاء الاصطناعي مشاعرنا أمان وصحة المراهقين.. كيف نحافظ عليهما؟ الانضمام للحرب ضد "داعش" والشبكات الإرهابية.. سوريا ضمن أكبر تحالفين دولي وإقليمي المبادرات التطوعية.. خدمة إضافية لبناء المجتمع مسيحيو سوريا يعودون إلى معقلهم بعد 14 عاماً من التهجير القيادة المركزية الأميركية: تنفيذ أكثر من 22 عملية ضد تنظيم "داعش" في سوريا تخفيض أسعار المحروقات.. خطوة إيجابية لكنها غير كافية وزير الخارجية الأميركي: مهتمون بسوريا وهذا ما سيحدث إن أفشلت أطراف عمل الحكومة إعادة تدوير النفايات.. الطريق نحو بيئة نظيفة المرأة السورية.. بين الحاجة والطموح عمل الفتيات في المحلات التجارية.. بين تحسين وضع معيشي وإثبات وجود مسؤولون سابقون من النظام المخلوع على قائمة الاتهام في النمسا ريف إدلب يتنفس الأمل.. افتتاح المدارس يُعيد الحياة إلى المجتمع مصفاة حمص الجديدة ترسم ملامح تحول قطاع الطاقة في سوريا "دواجن طرطوس".. إنتاج متجدد نحو الاكتفاء الذاتي الخبرة تتفوق على الشهادة في سوق العمل تغير المناخ يهدد قمح سوريا.. هل تنقذ الزراعة المستدامة محصول الغاب؟