الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
شفافية الروح الإنسانية تجعله مأخوذاً إلى عوالم ما كان ليختارها لوﻻ أن محيطه جعله فريسة سهلة، يتنافس على اقتسام آﻻمه، ويجعله عرضة للوجع، فهو محاط بقيود، تمنع آفاق حياته للانطﻻق، وتسجن أحلامه وطموحاته، كما حياته، تستهلك ذاته في ضياع غير قادر على الخروج منه مهما حاول، يعيد أوجاعه دوماً دون طائل، فتمنع ذاته اﻻنسانية التخلص من براثن قيود، تمنع عطاءه الإنساني ليكون واقعاً، فهو لوﻻ القيود التي تتناوب عليه لكان نموذجاً إنسانياً مختلفاً.. كل هذه التفاصيل التي تشكل دعوة لمنح الإنسان انطﻻقته نحو العطاء الحقيقي ترجمها الفيلم (ذيل لكلب) فكرة وسيناريو وإخراج عﻻء غرة، من إنتاجه الخاص ودعم وإشراف المؤسسة العامة للسينما، بطولة عامر حبيب ، صالح كامل الدين الشماط.. تدور عوالم العرض في إطار من العﻻقات الاجتماعية العديدة والتي تحكمها قيود بشكل رمزي يشير إلى قيود جعلت ذلك الفرد محكوماً، وغير قادر على أن يملك إرادته في الفعل.
حول الفيلم وأسلوبه وعوالمه تحدث كاتبه ومخرجه الفنان عﻻء غرة قائﻻً: العمل ذو طابع اجتماعي، يختزل عﻻقات كثيرة تشوهها القيود، استخدمت عن قصد تيمة التكرار في عالم الفيلم، وهي أسلوبية فنية مقصودة للإشارة إلى آليات حياتية راسخة، ﻻ تتغير، كما أن بداية الفيلم تتكرر في نهايته، فسياق الفيلم مبني على التكرار.
بني عالم الفيلم على حالة، تختصر حقائق حياتية نعيشها عبر تفاصيل حياتنا، وهي عبارة عن سجن افتراضي، يتم عبره توضيح علاقة السجان بالسجين، ونقدم اكثر من حالة رمزية، نشير فيها الى عﻻقات متنوعة.. بدءاً من علاقة الأب بالابن، صاحب العمل بالموظفين، اليد العليا باليد السفلى، مروراً بالعديد من العﻻقات والتي يشوبها عدم التوزان فتنعكس حكماً على الإنسان، أما هدف التكرار توضيح الفكرة، كما أن تكرارها يدل على طبيعة العلاقة مع مرور الزمن.. فالعمل صورة عن الواقع، لكن اختزلته بدلالات، مكثفاً للكثير من المعادﻻت الحياتية درامياً، وهذه القيود موجودة في كل المجتمعات ولكن بنسب مختلفة، وتتأثر حتماً بطبيعة المجتمعات والتقاليد والعادات، الفيلم يضيء على القيود ومدى تأثيرها على الإنسان.