البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير بشار محمد
لايخرج بيان المجلس الأوروبي الخاص بتمديد العقوبات المفروضة على بعض المؤسسات والأفراد السوريين بذريعة تطوير واستخدام الأسلحة الكيميائية عن سياق المخطط الغربي الساعي لمعاقبة الشعب السوري على صموده في وجه مؤامراتهم على المنطقة في تبادل واضح للأدوار مع الأميركي الذي يسيطر تماما على القرار الأوروبي.
تسعير الموقف الاوروبي بتمديد العقوبات وتكرار استخدام ذريعة الكيماوي التي لم تعد تنطلي حتى على مروجيها في حقيقة الأمر هدفه واضح وهو تجويع الشعب السوري والنيل من صموده وثباته وتبرير لاستخدام المجموعات الارهابية للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء.
الموقف السياسي الأوروبي تجاه الأزمة في سورية يمتاز بالنفاق فمن جهة هو يتبنى الموقف الأمريكي المعادي للدولة السورية ومن جهة أخرى يرفع شعارات حماية المدنيين وحقوق الإنسان وهو يغض الطرف عن كل ممارسات النظام التركي الداعم المباشر للمجموعات الارهابية لوجستيا بما فيها تقديم المواد الكيميائية وتسهيل نقلها وحيازتها لاستخدامها واستثمارها ولا يعادي النظام الاخواني الأردوغاني إلا بالكلام.
تمديد العقوبات الأوروبية وتفعيل ما يسمى “قانون قيصر” الأميركي غير المسبوق لجهة أدواته وآلية تنفيذه في هذا التوقيت بالذات مكشوف الغايات بالنسبة للدولة السورية وحلفائها وحلقة أخيرة من حلقات الابتزاز السياسي لزيادة الضغط على الشعب السوري والتأثير على خياراته ومواقفه.
دمشق قالتها مراراً وتكررها مجددا بأن ذريعة الكيماوي واهية ولا أساس لها من الصحة ولا تصلح لأن تكون مسوغا أوروبيا لتنفيذ أجندات واشنطن فسورية تعتبر استخدام الأسلحة الكيميائية أمراً لا أخلاقياً و تدين استخدامها في أي مكان وتحت أي ظرف كان وضد أي كان و لا تمتلك أي أسلحة كيميائية خاصة أنها أوفت بالتزاماتها مع منظمة حظر الأسلحة الكيمائية وتحت مجهر الغرب الذي يجتر هذه الذريعة مجددا وتوظيفها سياسيا.