إنها سياسة السباحة عكس التيار التي يجيدها الساسة الأميركيون، بل يصرون عليها ويمارسونها كل يوم رغم أن نتائجها لا تصب في مصلحة الدولة الأميركية ولا في مصلحة الشعب الأميركي الذي أصبح في حيرة من أمره، وخاصة أنه يعيش هذه الأيام فترة انتخابات رئاسية أحد رموزها المثير للجدل والعنصرية دونالد ترامب.
وأكثر ساحة تتجلى فيها السياسة الأميركية العجيبة هي منطقتنا، بسبب أن الدول الاستعمارية التي سبقت الولايات المتحدة بالسيطرة والهيمنة وخاصة بريطانيا وفرنسا، قد فصّلت ورسمت خرائط هذه المنطقة بحسب أهوائها الشيطانية وبما يخدم سياساتها الاستعمارية المعادية للشعوب.
ويعد الإصرار الأميركي على تبني ورعاية التنظيمات الإرهابية والانفصالة في سورية، وما لحق بذلك من تماد واحتلال لأراض سورية بشكل مناف للقانون الدولي وكل الشرائع التي تحكم العلاقات بين الدول، إضافة إلى سرقة نفط السوريين وثرواتهم في وضح النهار، يعد هذا الإصرار قمة السباحة عكس التيار الدولي الذي يجمع على ضرورة محاربة الإرهاب والقضاء عليه، بينما الإدارة الأميركية تدّعي محاربة الإرهاب وتمارس عكسه تماماً بدعمها لتنظيمات داعش وأمثاله من خلال تحالفها الدولي الخارج على القانون.
وفي النهاية ستخرج واشنطن من الأراضي السورية ومن المنطقة بشكل عام، ومعها أدواتها الإرهابية ولن تفيدها كل قواعدها العسكرية غير القانونية التي تحاول أن تقيمها في الجزيرة السورية.. هذا في سورية، أما في الإقليم فنلاحظ السياسية الأميركية نفسها تطبق، ولو كان الأمر بصيغة أخرى، وأوضح ما نجد هذه السياسة تجاه الدول التي لا تنصاع للهيمنة الأميركية، ومنها إيران التي حققت إنجازاً سياسياّ ودبلوماسياً في ملفها النووي ودخلت اليوم مرحلة (اللا حظر) تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 إلا أن واشنطن ما زالت تعيش في أوهامها وتسبح عكس التيار الدولي والأممي وتحاول أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء بأي شكل من الأشكال، وهو ما لن يتحقق لأنه مخالف للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
حدث وتعليق- راغب العطيه