القمح توءم السنديان

 

 

منذ وعينا الأرض وركضنا حفاة في ظلال السنديان في جبال ساحلنا المعطاء، نزرع سنابل القمح في حواكيرنا وفي مدرجات جبالنا، تعطينا غلالاً وفيرة وسنابل ذهبية وحبات خير نخزنها في عنابر المونة نصنع منها خبزنا وزادنا طوال العام.
قبل أيام تعرضت مساحات واسعة من جبالنا الخضراء في الغاب وطرطوس واللاذقية وريف حمص الغربي لحرائق واسعة، ولاشك أن المساحات المحروقة تبلغ آلاف الهكتارات وفي معظمها أراض حراجية خصبة وذات منسوب مطري مرتفع، ما يعني إمكانية استصلاح مساحات كبيرة منها وزراعتها بالقمح ما يحقق عائدات اقتصادية فورية للمواطنين في تلك المناطق من جهة، ويساعد في تأمين الاكتفاء الذاتي من القمح في ظل حصار جائر وعقوبات واحتلال خبيث لبيادر قمحنا في الجزيرة السورية، من جهة أخرى.
استصلاح بعض المساحات المحروقة وزراعتها بالقمح لا يعني الاستغناء عن الغطاء النباتي فيها، بل ينبغي بالتوازي زراعتها بالأشجار المثمرة التي يستلزم نموها عدة سنوات حتى تصبح في طور الإثمار كالتفاح والإجاص والزيتون وغيرها، وبذلك نكون قد حققنا عائدات موسمية لأهالي المنطقة من محصول القمح وأعدنا الغطاء النباتي لتلك المناطق بشكل مخطط على المستوى المتوسط والبعيد.
لماذا القمح؟ الكل يعلم أننا نتعرض منذ عقد من الزمن لحرب اقتصادية قاسية تستهدف لقمة عيش السوريين مترافقة مع الحرب الإرهابية، وهي تزداد شراسة مع تطبيق قانون قيصر المجرم، ومع احتلال معظم خيرات بلادنا في منطقة الجزيرة السورية، الأمر الذي يتطلب منا خططاً زراعية استثنائية تلبي احتياجاتنا السنوية من القمح وتساعد في مواجهة الحصار وحرب “لقمة العيش” التي تشن على المواطن السوري.
ليس هذا فحسب بل ينبغي إعادة النظر في الخطط الزراعية للموسم القادم وفق مقتضيات الأمن الغذائي، وعلى رأسها القمح، من خلال زيادة المساحات المزروعة في كل منطقة مناسبة وخصوصاً في الأراضي المروية أو ذات المنسوب المطري الجيد.
معركتنا اليوم، هي معركة “لقمة العيش” التي يحاربنا بها الأعداء ويريدون حرمان أطفالنا منها، لنتخلى عن كل ما تمسكنا به، وكل ما دفعنا من أجله الدماء الغالية، لذلك لابد أن نكسب معركة القمح كما كسبنا معركتنا ضد الإرهاب، وإلى حين استرجاع جزيرتنا المنهوبة خيراتها من الاحتلال الأميركي وأدواته، لن نتخلى عن عنفوان سندياننا ولا عن رغيف خبزنا، ولن نستجديه من أحد.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية