فشلنا على مدى السنوات العشر الأخيرة في تأسيس منظومة فعالة للعمل الخيري الذي مازال حتى اللحظة لا يتعدى إطار المبادرات الفردية الخجولة جداً والتي لا تتناسب مع شهامة السوريين وحسهم الخيري ولا مع مبادرات أيام زمان التي ساهمت في بناء صروح ضخمة مازالت حتى يومنا هذا، كمشفى المواساة الذي أسس كمبادرة خيرية، ومؤسسة مياه دمشق والتي أيضاً أسست ضمن هذا الإطار من المبادرات بهدف أن تبقى مياه الفيجة ملكاً لأهالي دمشق قاطبة…
الحقيقة أن مسؤولية الفشل تقع على الجميع بدءاً بالطرف الحكومي الذي لم يستطع حتى اللحظة أن يؤسس لبناء منظومة قوية ومتينة سهلة الإجراءات، ناهيك عن بناء الثقة مع المجتمع الأهلي والخيري الذي مازال يفضل أن يستهدف الأقربين بالمعروف والذي فشل أيضاً في أن يكون تأثيره عاماً على السوريين جميعاً بقوة والجميع فوجئ مؤخراً من المساهمات البسيطة التي لا تسمن من جوع ولا تقي من خوف في الأيام القليلة الماضية التي التهمت فيها الحرائق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتركت الكثيرين بلا مأوى، علماً أن المصاب كان جللاً للسوريين جميعاً…
الأيام القادمة تحمل المزيد من التحديات، فشريحة من هم بحاجة للمساعدة الخيرية والإنسانية أصبحت أكبر مع تكالب أعداء سورية في عقوباتهم، وإجراءاتهم الظالمة التي مازالت تمنع عنهم سبل ووسائل العيش الكريم في وقت تواجه فيه الدولة السورية المصاعب من كل صوب، فأين هم أصحاب المبادرات الخيرية من كل ما يجري…؟
الفريق الحكومي عليه تعديل القوانين والقرارات والآليات لتصبح أكثر نجاعة ومرونة، كما كان عليه التعامل مع أصحاب المبادرات وفق منطلق الشريك الاستراتيجي بعيداً عن دور الرقيب والحسيب ومن يفرض رأيه بالقوة ولو كان الثمن فشل هذه المبادرات وتوقفها كما جرى مؤخراً في حوادث الحرائق عندما فرض على البعض ممن رغب في تقديم معونات للمتضررين أن يتم التوزيع حصراً عن طريق جهة معينة بذاتها..
فلنتعال عن الصغائر والمواقف الشخصية في مجال عمل الخير الذي يهدف أساساً إلى المصلحة العامة والتضحية بالقليل لمنفعة الكثير.
على الملأ – باسل معلا