الثورة أون لاين:
سجالات متكررة ومعارك عديدة دخلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة والعاملين فيها منذ وصوله البيت الأبيض عام 2017 بهدف وحيد اقتصر دائما على تحقيق مصالحه ولو كان السبيل إلى ذلك عبر الاعتراف بفساد وسائل الإعلام وزيف الادعاءات حول حرية الصحافة الأمريكية.
التغريدة التي نشرها ترامب أمس على موقع توتير وقال فيها.. إن “بلاده لا تتمتع بحرية الصحافة وإن فيها فقط قمعا للحقيقة أو مجرد أخبار مزيفة” تمثل اعترافا واضحا وصريحا من قبله بزيف المزاعم التي تتشدق بها الولايات المتحدة حول حرية الصحافة وإن كانت في صميمها تهدف إلى تحقيق مصالحه وفق ما تقتضيه المرحلة التي يمر بها حاليا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثالث من تشرين الثاني المقبل.
ولم يفت ترامب أن يهاجم في تغريدته مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر اللذين اتخذا إجراءات لمراقبة وحذف منشوراته المضللة حيث قال.. “تعلمت الكثير خلال الأسبوعين الماضيين حول مدى فساد وسائل الإعلام لدينا والآن ربما تكون شركات التكنولوجيا الكبرى أسوأ” معتبرا أنه “من الضروري” إلغاء المادة 230 من قانون الاتصالات الأمريكي التي تنص على عدم تحمل المنصات الموجودة على الإنترنت مسؤولية قانونية عما ينشره المستخدمون على صفحاتها كما تمنح هذه الشركات حصانة من أي تبعات لقيامها بحذف مواد منشورة في منصاتها.
قائمة الاتهامات المتبادلة بين وسائل الإعلام الأمريكية وترامب طويلة وممتدة إلى ما قبل وصوله إلى البيت الأبيض مطلع عام 2017 فبينما تتهم كبرى المؤسسات الصحفية في الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي بالتضييق على الصحافة يقول الأخير.. إن تلك المؤسسات تنشر الأخبار الكاذبة عنه وتتجاهل إنجازاته.
وبينما يرى البعض أن استخدام ترامب أسلوب الهجوم على وسائل الإعلام بأنه سلاح ذو حدين يمكن أن يخدم مصالحه على المدى المنظور من جهة وينسف سمعة المؤسسات الإعلامية الأمريكية من جهة أخرى فإن السجالات المستمرة بين الطرفين تؤكد أن مفهوم الصحافة الحرة في الولايات المتحدة غير موجود بالمعنى الحقيقي فهو خاضع لمتغيرات معينة تتبدل حسب المرحلة والظروف وكذلك الأمر بالنسبة لوجهات نظر ترامب التي تتغير حسب مقتضيات مصلحته.