القراءة فعل حياة, وثقافة لايمكن أن تموت أو تندثر, فما أروع من قال: إني أعيش حياةً واحدةً جسداً, ولكن القراءة تتيح لي أن أعيش حيوات الأمم والشعوب, أعرف ماضيها وحاضرها, وربما أمضي قدماً لاستشراف مستقبلها, من هنا علينا أن نميز بين القراءة الفعالة الناضجة, وبين القراءات الأخرى المختلفة.
كثيرون نالوا شهادات عليا, ولكنهم لم يكونوا إلا مجرد أرقام لا تقدم ولا تؤخر, القراءة بمعناها الثقافي الواسع هي القدرة على فعل التغيير نحو الأفضل بدءا من النفس باتجاه المجتمع , من هنا نتذكر دروس المطالعة التي كانت, وأسبوع المكتبة في المدرسة, وحلقات البحث في الجامعات, وغير ذلك كثير .
اليوم نحن أمام واقع صعب جداً, نسينا القراءة وتراجعت صناعة الكتاب, بل ربما نجد الكثير من المنازل دون مكتبة, تفخر بكل ما تقتنيه إلا الكتاب, طبعا ليس تعميماً, إنما واقع نعرفه ونعيشه, العمل يقتضي بالضرورة أن نبحث عن خطوات تحويل القراءة إلى فعل معرفي مثمر, ليس الحصول على أعلى الدرجات فقط, وهذا مهم جداً, لكن يجب أن يحرسه فعل تنويري ثقافي جميعنا معنيون به, بدءا من الأسرة كما أسلفنا إلى كل موقع من مواقعنا, ليكن الكتاب رفيق الدرب, لن نحرم أطفالنا حيواتهم الجميلة, ولا ألعابهم, لكن علينا أن نكون على الأقل قدوة لهم.
رؤية- هناء الدويري