استطاعت مسابقات التعليم الأخيرة تغطية عدد لابأس به ممن فقدوا الأمل في التعيين والحصول على الوظيفة، بالتوازي مع سد وظائف شاغرة يحتاجها القطاع التدريسي والتعليمي، وتبدو الحاجة ملحة في أغلب القطاعات لملء شواغر كثيرة في قطاعات مختلفة .
ولنبقى في مسابقة التعليم ومشكلة مابعد التعيين التي تحولت إلى معاناة على من كتب له الحظ في الحصول على الوظيفة وخاصة الإناث منهن، فمشكلتهن لم تحل بمجرد الحصول على الوظيفة .. ثمة مشكلات أخرى تواجههن وخاصة أن أغلب من تم تعيينهن أتين من محافظات أخرى نتيجة عدم وجود شواغر في مناطق سكنهن.
ويعد تأمين السكن أولى المشكلات والتحديات التي تواجه المعينين الجدد سواء في التعليم أو غيره ونتحدث عن التعليم هنا لخصوصيته والحاجة الماسة له، ولسبب آخر أن أغلب من يتقدم لمسابقات التعليم هن من فئة الإناث، ويتم وضع شرط عند تقدمهن للمسابقة بعدم طلب النقل إلا بعد خمس سنوات ،إذاً علينا أن نطرح السؤال ..لماذا لايتم العمل على تأمين سكن للمعلمات وغيرهن من الموظفات العازبات القادمات من غير محافظات على الأٌقل مقابل أجور بسيطة ضمن مقدرتهن.
فأغلب من تعينوا هذا العام يواجهون الآن ذات المشكلة، أولاً بسبب تراجع الوضع المعيشي، وثانياً لارتفاع أجور السكن بشكل غير مسبوق، فأدنى أجرة يمكن أن تدفعها إحداهن في سكن مشترك قد تصل إلى 40ألف ليرة، وهذا مايعادل الراتب وأكثر، وثالثاً لعدم قدرتهن على تأمين عمل آخر، كما يمكن أن يفعل الذكور مثلاً وهم ليسوا أفضل حالاً.
وهنا يكون مصير فرحة انتظرنها المعينات بفارغ الصبر محفوف بإمكانية التخلي عن الوظيفة وبالتالي الرجوع إلى نقطة الصفر في انتظار فرصة أخرى ربما لا تأتي بسنوات طويلة، لكن لماذا لاتعمل الجهات المعنية بشكل جدي لحل هذه المشكلة المزدوجة التي لا تؤثر فقط على من يتعين، بل تؤثر على القطاع التدريسي وخسارته للكوادر وكذلك استمرار الشواغر التي تنعكس بشكل سلبي على العملية التربوية والتعليمية، فهل تلتفت هذه الجهات سريعاً وتثلج القلوب ؟! .
الكنز- رولا عيسى