الثورة أون لاين – دينا الحمد:
التضليل بكل صوره وأشكاله هو جوهر السياسة الأميركية حيال سورية ، والمرتكز الأول والأخير لمنظومة العدوان ضدها ، ومن يراقب حلقات هذا التضليل المتوالية يدرك أن إدارة الرئيس دونالد ترامب العدوانية ومعها كل أركان المنظومة الإرهابية ، تقوم بحملاتها التضليلية الكاذبة ضد سورية وحكومتها كلما أفلست أوراقهم الإرهابية .
لا بل إن هذه الحملات تتصاعد بوتيرة سريعة كلما اندحر إرهابيو واشنطن ومرتزقتها على أيدي الجيش العربي السوري ، وكلما هربوا من بقعة جغرافية سورية ، وكلما انتصرت سورية في ميادين السياسة وأروقتها الدولية مستندة إلى مصداقيتها ووثائقها الصحيحة وحقائقها وإرادة شعبها وعزيمته التي لا تلين .
ومثل هذا الكلام ليس من بنات أفكارنا أو مجرد اتهام لا دليل عليه ، بل هناك مئات بل آلاف الوثائق التي تؤكده ، وآخرها عشرات التقارير الصحفية التي تجزم بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين عمدوا إلى توظيف وسائل إعلامهم لنشر مقالات مبنية على معلومات مفبركة لتضليل الرأي العام وتوجيه اتهامات باطلة لتشويه صورة الدولة السورية ومؤسساتها ورموزها تحت مزاعم عدم امتثالها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية .
حملة التصعيد المذكورة كانت مبرمجة بشكل ممنهج ومتزامن وتعتمد على نشر مقالات مبنية على معلومات مفبركة وردت في تقريرين لمنظمتين تم تأسيسهما لمثل هذه المهمة ، وهدفهما تضليل الرأي العام حول عدم امتثال سورية لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ، متخذتين من عدم المصداقية وعدم المهنية وعدم الحيادية بوصله لهما .
منظمات عديدة ووسائل إعلامية غربية متعددة وضعت نفسها في خدمة الأجندات الأميركية المشبوهة وبدأت تهلل للتقارير الصحفية الأميركية المزيفة حول سورية وتضخمها متجاهلة المثل الذي ينطبق عليها والذي يقول : “رمتني بدائها وانسلت” فإدارة ترامب هي التي ترتكب كل الجرائم والموبقات ومع ذلك لم نر ذلك الإعلام وهو ينتقدها ، فلم نقرأ في تلك الوسائل الإعلامية تحديداً أن ترامب يطارد مواطنيه في الشوارع، ولم نقرأ فيها عن ممارسة شرطته كل أشكال العنصرية والتمييز بحق الأميركيين ، ولم نشاهد على صدر صفحاتها صور أبشع الجرائم ضدهم .
مازالت تلك الوسائل الإعلامية تهاجم سورية عبر تقارير مزيفة في الوقت الذي تتناسى أن مواطنين أميركيين باتوا يتحدثون عن عنصرية إدارتهم وجرائمها ، وما تنقله مراكز البحوث والصحافة واستطلاعات الرأي الأميركية خير شاهد .
إنه الإعلام الذي وضع نفسه في خدمة السياسات الاستعمارية والذي يصور احتلال أمريكا للعراق تحرراً من الاستبداد والعبودية ، ويصور احتلاله فجر الحرية للعراقيين ، وهو الإعلام الذي يهلل لانفصال جنوب السودان عن شماله ، والذي يصور الأنظمة الخليجية التي تفتقد لأدنى معايير الحرية والديمقراطيه بأنها مسالمة وديمقراطية لمجرد موافقتها على التطبيع المجاني مع العدو الصهيوني .
اليوم تسعى واشنطن وأدواتها لفبركة المزيد من المعلومات المضللة ضد سورية ثم ترسلها لتلك الوسائل الإعلامية المشبوهة التي تتلقفها وتقوم بتضخيمها وإعطائها جرعات من المصداقية المزيفة دون أن تدرك أن (حبال الكذب قصيرة وللفضائح أجنحة) كما يقول المثل الصيني ، وستفضح كل أضاليلهم طال الزمن أم قصر