الثورة اون لاين – تحقيق جهاد الزعبي:
بعد رفع أسعار مبيع الخبز المدعوم شهدت صناعة رغيف الخبز في صباح يومي السبت والأحد تحسناً بسيطاً – ولكنه دون الطموح – في بعض مخابز درعا الآلية مقارنة مع الفترة السابقة.
تحسن خجول..
وحول ذلك يقول المواطن فهد أحمد أنه لاحظ يوم السبت تحسناً بسيطاً في نوعية وشكل رغيف الخبز بعد رفع سعر مبيعه، مبيناً أن موضوع جودة صناعة رغيف الخبز محصورة بخبرة العمال ونوعية الطحين (أسمر أم أبيض)، راجياً استمرارية تحسين الرغيف ومتابعة الجهات المعنية لذلك بشكل دقيق.
الخبرة لها دور
وقالت عبير سعيد انها تعاني من موضوع سوء صناعة الخبز، حيث تراجعت الجودة بشكل ملحوظ بسبب قلة خبرة العاملين الذين يعملون بالمياومة، وليس لدى أغلبهم أي خبرة عملية في عمليات إنتاح الرغيف بالشكل المقبول بشرياً.
وطالب مهند منصور بضرورة تعيين عمال من ذوي الخبرة في صناعة الخبز وبشكل دائم لأن العمال المؤقتين والمياومين لا فائدة منهم في الحفاظ على استمرارية تحسين نوعية رغيف الخبز .
هل يستمر التحسن ؟؟
ولفت وليد عايد أنه لم يلحظ أي تحسن في انتاج الخبز مشدداً على المتابعة الحقيقية من التموين والمخابز، متمنياً استمرارية تحسن صناعة الخبز بعد رفع أسعاره بشكل مضاعف وليس فقط لعدة أيام وبعدها “تعود حليمة لعادتها القديمة” كما يقول المثل الشعبي ويعود الخبز لواقعه المتردي.
تأخر الطحين
ونوه عبد الله محمد من سكان الضاحية أن المخبز يعطل يومين أو أكثر في الاسبوع لقلة الطحين ولا يتم بيع الأسرة سوى ربطة واحدة فقط ويضطر رب الأسرة للشراء بالسعر الكاوي وهذا أمر مرهق . محبذاً لو تم التقيد بعدد الربطات بالتوازي مع عدد أفراد الأسرة وليس حسب مزاجية المعتمد والمحسوبيات.
مراقبة الوزن
وشدد أحمد أبو نقطه على أهمية تقيد المخابز بوزن الربطة لأن هناك نقصا في بعض الأحيان بالوزن وخاصة في المخابز البعيدة عن أعين الرقابة التموينية في الريف.
وبين عبد الكريم العلي ان معظم المخابز تعطل أكثر من يومين عدا يوم العطلة المحدد لها في الأسبوع بسبب قلة الطحين وبالتالي يبقى المواطن بدون خبز ويضطر للشراء بسعر سياحي.
وطالب الأهالي في بلدات ومدن المحافظة بتوفير الطحين الكافي لعدد السكان الفعلي وحل مشكلة النقص والتأخير في الشحن (كما يدعي بعض أصحاب المخابز) بينما الطحين متوفر في المخابز الخاصة والسياحية ويصل ثمن الربطة السياحية فيها نحو ٩ أرغفة صغيرة الحجم نحو ٧٠٠ ليرة.
وأوضح أحمد خالد أن منظومة انتاج رغيف الخبز بحاجة للتطوير وتحسين خطوط الانتاج والتبريد وتوظيف عمال من ذوي الخبرة ونقل الخبز بصناديق خاصة والتدقيق بالوزن.
وقال خالد جريس ويحيى خليل أن هناك قلة بالطحين ولم يستلموا مخصصاتهم من الخبز منذ مساء يوم الخميس الماضي في أحياء المطار وشمال الخط بمدينة درعا.
رفع أجور الشحن
لقد تمثلت معاناة أصحاب المخابز بدرعا في تأخر وصول الطحين إلى المخابز خلال الأسابيع الأخيرة ما أدى لتأخر تأمين رغيف الخبز للمواطنين بالوقت المناسب وبالكمية المطلوبة عبر المعتمدين في الأحياء.
وفي هذا السياق أكد المهندس حميدي الخليل مدير مطحنة اليرموك بدرعا أن تأخر وصول الطحين للمحافظة لفترة وجيزة خلال الأيام القليلة الماضية ادى للتأخر بتأمين رغيف الخبز للمواطنين ، منوهاً ان هذا الأمر عرضي بسبب طول مسافة الشحن ، حيث تم اتخاذ قرار باجتماع الأسرة التموينية بدرعا برفع اجور نقل الطحين بما يُناسب التكاليف .
وقال الخليل إن كميات الطحين كافية ويتم التوزيع وفق الحاجة اليومية ، حيث يتم شحن قسم كبير من حاجة المحافظة من الطحين من محافظات أخرى بشكل يومي وتبلغ الكمية التي تستهلكها المحافظة يومياً نحو ٣٢٥ طناً من الطحين.. مشيراً أن عدم استقرار التيار الكهربائي له تأثير على واقع عمل مطحنة اليرموك التي تنتج نحو ٥٠ طناً يومياً ، حيث يتم تعويض باقي حاجة المحافظة من المحافظات الأخرى مثل طرطوس واللاذقية وحلب ودمشق .
وحول جودة الخبز وهل للطحين دور في ذلك أكد الخليل أن الطحين جيد ولكن خبرة العاملين في العجين والتخمير هي الأساس في انتاج رغيف جيد ،ودليل ذلك ان بعض المخابز تنتج خبزاً بمواصفات ممتازة ومن نفس الطحين. ومثال ذلك مخبز بصرى الشام الذي ينتج رغيفا بقطر أكثر من ٣٥ سم نوعية جيدة وبالتالي عامل الخبرة له دور كبير في هذا المجال.
بحاجة مطاحن جديدة ..
بدوره قال رئيس الجمعية الحرفية للمخابز بدرعا أحمد العتمة أن المخابز الخاصة تحتاج لنحو ١٦٣ طنا من الطحين يومياً وان هناك تأخرا بشحن مادة الطحين والخميرة ولاتصل بالكميات المطلوبة بالوقت المناسب وبالتالي شراء كميات منها من القطاع الخاص بأسعار عالية.
وقال العتمة إن انقطاع التيار الكهربائي لفترات وعدم استقراره له تأثير على عمل المخابز ومطحنة اليرموك وهي بحاجة لمولدات او تشغيل خط دائم لها وذلك لضرورة العمل مشددا على ضرورة إقامة مطاحن جديدة بدرعا في منطقة إزرع بالقرب من صوامع الحبوب للتخلص من موضوع شحن الطحين من المحافظات.
مساع للتطوير
وبين مدير فرع مخابز درعا المهندس بشار الواكد أن حاجة المخابز الآلية والإشراف بدرعا من الطحين تصل يومياً لنحو ١٨٨ طناً ، حيث يبلغ عدد المخابز الآلية ١٧ مخبزاً منها ٦ تعمل بنظام الإدارة و١١ بنظام الإشراف وتنتج يومياً نحو ١٦٦ الف ربطة خبز وهي تعمل بكل طاقتها الانتاجية حيث يتابع الفرع عمل المخابز الآلية ويسعى للنهوض بواقع صناعة الخبز وتحديث الآلات وتوفير مولدات الكهرباء وتأمين يد عاملة ذات خبرة . لافتاً أنه تم اعتماد نظام توزيع الخبز عبر المعتمدين في الأحياء بجميع مناطق المحافظة لمنع الازدحام ولايوجد توزيع مباشرة من منافذ المخابز وبالتالي لايوجد ازدحام ، حيث تتم مراقبة عمل وجودة الرغيف في تلك المخابز بشكل دائم.
رقابة وضبوط …
وبذات السياق أشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا الدكتور يحيى عبد الله أن دوريات حماية المستهلك تقوم بالجولات اليومية على المخابز وضبط المخالفين ، وتم تسطير عشرات الضبوط بحق المخابز المخالفة معتبراً أن تحسين جودة صناعة رغيف الخبز والوزن هما أمران ضروريان في عمل المديرية وهناك تعليمات دائمة لقمع أية مخالفة في جودة الرغيف ووزنه.