الشرع في موسكو.. تصحيح لجوهر العلاقات وتثبيت لسياسة التوازنات

الثورة – فؤاد الوادي:

تأتي زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع الى موسكو اليوم لتعلن افتتاح صفحة جديدة في العلاقات السورية الروسية بعد سنوات طويلة من خلل أصاب بنيتها وجوهرها، لاسيما بعد أن تحولت من علاقات تعاون وشراكة من أجل مصالح الشعب السوري، إلى علاقات تبعية وتوسل لحماية مصالح النظام المخلوع وزبانيته.

ارتباط تاريخي

حول أثر هذه الزيارة في تصحيح جوهر العلاقة بين سوريا وروسيا، أكد الباحث السياسي المحامي فراس حميدو، أن زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو تهدف بالدرجة الاولى إلى تأكيد وتوثيق الارتباط التاريخي بين البلدين، والذي أكد عليه الرئيس الشرع في أكثر من مناسبة، كما إن هذه الزيارة تهدف بالدرجة الثانية إلى بحث ومناقشة الكثير من الملفات والقضايا المؤجلة منها والعاجلة. أما الملفات المؤجلة، يضيف حميدو، فهي مستقبل القاعدتين الروسيتين في سوريا (حميميم وطرطوس)، كونهما محور التواجد الروسي في المنطقة، وإعادة تنظيم الاتفاقيات المتعلقة بها بما يتوافق مع السيادة السورية، كما من المتوقع بحث التعاون في مجالات التدريب وتبادل الخبرات والاستخبارات، وإعادة تسليح وتحديث الجيش السوري في إطار إعادة بناء المؤسسات العسكرية بعد سقوط النظام السابق.

الاقتصاد والتنمية

أما الملفات العاجلة، فهي بحسب الباحث السياسي تلك التي تتعلق بالجانب الاقتصادي، لجهة الدفع بعجلة التعاون الاقتصادي والتنمية والاستثمار في مجالات الطاقة والنفط والبنية التحتية، والمشاريع التي تعزز التعافي الاقتصادي السوري، كما إن من أبرز الملفات العاجلة هي ملف تسليم الرئيس المخلوع، حيث من المتوقع أن يطلب الرئيس الشرع من الرئيس بوتين وبشكل رسمي تسليمه لمحاكمته على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري. وأوضح حميدو، “أن أهمية هذه الزيارة تكمن في أبعادها، كونها خطوة على طريق تصحيح وترميم العلاقات السورية الروسية التي شابها الكثير من الخلل البنيوي خلال عهد النظام البائد كونه استغلها واستثمرها من أجل بقائه في الحكم وقتل الشعب السوري، أي أنها جاءت لتعلن بدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين في إطار المصلحة الاستراتيجية المتبادلة بينهما”.

مرحلة جديدة

وختم حميدو حديثه بالقول:” إن زيارة الرئيس الشرع هي إيذان ببدء مرحلة وصفحة جديدة في علاقات دمشق وموسكو، لكنها لن تطوي صفحة الماضي دون أن يكون هناك معالجة حقيقية لإرث وملفات الماضي الثقيلة، والتي ستبقى حجر عثرة أمام التقدم نحو المستقبل وتطوير تلك العلاقات وتحسينها. وكانت موسكو قد حدّدت في وقت سابق اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر موعداً لعقد القمة الروسية العربية الأولى من نوعها، غير أن الكرملين أعلن تأجيلها إلى شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مبرّراً القرار بإنشغال الأطراف العربية بسلسلة اجتماعات دولية متصلة بمساعي وقف الحرب في غزة. ورغم هذا التأجيل، تمسّك الجانبان السوري والروسي بإبقاء قنوات التشاور مفتوحة، وعقد لقاء ثنائي مستقل على مستوى الرئاسة، في إشارة إلى خصوصية العلاقة بين الطرفين ورغبة موسكو في الحفاظ على موقعها الإستراتيجي في سوريا، بمعزل عن الأجندة العربية الأوسع.

آليات تنسيق

وتكتسب زيارة الشرع بعداً إضافياً كونها تأتي بعد أيام من زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى موسكو ضمّ مسؤولين من وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية، في إطار اجتماعات ناقشت ملفات التعاون العسكري ومراجعة ترتيبات الوجود الروسي في الأراضي السورية. وبحسب باحثين في الشأن السياسي فإن تلك الزيارة كانت تحضيرية لوضع الأسس للمحادثات السياسية العليا، حيث حمل الوفد رسائل تتعلق بتحديث آليات التنسيق الميداني وتطوير منظومات الدفاع الجوي المنتشرة في الساحل السوري ومحيط العاصمة دمشق، إضافةً إلى بحث ترتيبات إعادة التموضع الجزئي لبعض الوحدات الروسية خلال الأشهر الماضية.

وفي 12 أيلول الماضي قال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة الإخبارية:”إن قوات “ردع العدوان” عندما وصلت حماة جرت مفاوضات مع روسيا، وعند وصولنا إلى حمص، ابتعد الروسي عن المعركة، ضمن اتفاق جرى بيننا وبينها، وهذا كان له أثر إيجابي”، مضيفاً:”إن قوات “ردع العدوان” وخلال المفاوضات مع الروس رأت أن روسيا “ليست متمسكة” بشخص النظام، وأن ما يهمها في سوريا مصالح وعلاقات قديمة وتاريخية واستراتيجية”.

روابط وثيقة

وعن مستقبل العلاقة مع الروس، قال الشرع خلال المقابلة: “إن سوريا لا تريد حالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم، وإن سوريا تبحث عن الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العام والمنطقة بما فيها الدول التي كان لديها موقف سلبي”،

وتابع: إن “هناك روابط وثيقة بين روسيا وسوريا ولدت منذ نشأت سوريا عام 1946″، مضيفاً:” إن سوريا لديها ارتباطات بروسيا في مجالات السلاح، والطاقة، والغذاء، و”ينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة، إضافة إلى أن سوريا عليها عقوبات كثيرة منها مرتبطة “بمجلس الأمن، وروسيا تمثل مقعداً دائماً وصوتها يجب أن يكون هادفاً”.

وفي التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي، زار دمشق وفد روسي رفيع المستوى برئاسة ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، حيث عقد اجتماعاً مع الوزير الشيباني بحثا فيه مختلف مجالات التعاون بين البلدين، وأشار نوفاك حينها إلى أنه جاء “من أجل فتح صفحة جديدة في علاقاتنا”.

زيارة الوفد الروسي جاءت بعد زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى موسكو في تموز الماضي.

تنظيم القواعد

والخميس الماضي، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد موسكو للتعاون مع سوريا واستمرار جميع المشاريع، لكنه أشار إلى أنه يجب تعديلها وفقاً للظروف الجديدة، لافتاً إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على إعادة تنظيم مهام القواعد الروسية في الأراضي السورية.

وأشار لافروف في مقابلة لقناة “آر تي” الروسية إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، صرح مراراً بأن موسكو لن تتصرف ضد إرادة الحكومة السورية.

وأضاف المسؤول الروسي “من المفهوم أن الحكومة السورية، إلى جانب بعض دول المنطقة، ترغب في الحفاظ على وجودنا هناك، بالطبع، وجودنا في سوريا ليس لدعم الحكومة الشرعية عسكريا ضد قوى المعارضة، لذا يجب إعادة هيكلة مهام القواعد”.

ولفت لافروف إلى إمكانية استخدام القواعد الروسية في سوريا كنقاط للمساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام الموانئ والمطارات لإيصال المساعدات الإنسانية من روسيا ودول الخليج إلى الدول الإفريقية.

وأكد لافروف، أن روسيا مستعدة لدعم شركائها السوريين والتعاون مع الدول الأخرى التي تخدم مصالحها في هذا البلد.

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية.. بين التعاون السيادي والمصالح البراغماتية الشرع في موسكو.. إعادة تشكيل الدور الروسي وموضوع المخلوع أهم قضايا البحث عودة المعلمين المفصولين.. وفاء للرسالة التربوية واستعادة للكرامة المهنية العملة الجديدة تحاكي احتياجات المكفوفين الفيجة تضيء بجهود أبنائها.. عندما يتحول العمل الأهلي إلى أداة تنمية الزحام المروري في دمشق يلتهم الأعصاب .. والجهات المعنية تكتفي بالمسكنات وزير المالية يناقش إصلاحات سوريا الاقتصادية في واشنطن شراكات تصنع الأثر.. تعاون مجتمعي نحو تعاف مستدام تسعة مراكز للشؤون المدنية تم تفعيلها بدرعا..وخطة لتأهيل أخرى تبديل العملة بين الإصلاح النقدي ومخاطر الدولرة "زووم " تعيد وصل سوريا بالعالم بعد عزلة رقمية رسالة الحق للعالم الشرع في موسكو.. تصحيح لجوهر العلاقات وتثبيت لسياسة التوازنات حملات التشجير .. استعادة الحياة الخضراء بعد سنوات الحرب والحرائق الأسعار في ارتفاع.. والأمهات السوريات يستغِثْنَ إصدار نقدي جديد يكرّس حق المكفوفين.. خطوة نقدية تعزز الشمول والمساواة فوز جديد للإسبان والأتراك لايلز وليفرون مرشحان لجوائز الاتحاد الدولي لألعاب القوى كريستيانو الخالد يصنع المستحيل.. (41) هدفاً في تصفيات كأس العالم مدرسة "بالا" بالغوطة.. تشكو نقص المقاعد