الثورة – همسة زغيب:
أطلقت الشاعرة أسيل مصطفى الأزعط إصدارها الأدبي الجديد “شراع الأمل” الصادر عن دار “بعل” للطباعة والنشر.
يقع الديوان في 108 صفحة، ويضم نصوصاً وتأملات تنبض بالصدق، وتغزل بلغة شاعرية شفافة قضايا إنسانية ووجدانية.
اختارت الكاتبة عنوان ديوانها من إحدى قصائده، ليكون دعوة مفتوحة للإبحار في الذات، وتجاوز العتمة بالضوء الداخلي.
تقول الأزعط في حديثها لصحيفة الثورة: “اخترت عنوان الديوان ليمنح القارئ انطباعاً إيجابياً يبعث على التفاؤل، ويشجعه على المضيّ نحو النور رغم العواصف.
تنوع شعري يرسّخ القيم
يتضمّن الديوان نحو 45 قصيدة يغلب عليها الطابع العمودي، وتتميّز ببلاغة لغوية، ورشاقة في الأوزان، وتماسك بين الأبيات يمنحها أصالة شعرية واضحة.
تتنوع موضوعات القصائد بين الشعر الوجداني الذاتي، والنقد الاجتماعي، ووصف الطبيعة، والشعر الوطني، حيث تسعى الكاتبة إلى ترسيخ قيم الحق والخير والمحبة، مؤكدة أن هذه القيم تمثّل السبيل للنهوض بالمجتمع والمساهمة في إعادة إعمار الوطن بروح جماعية سامية.
الحب المتسامي والطبيعة
القصائد العاطفية في الديوان تتناول الحب المتسامي، أي ذلك الذي يسمو بالنفس إلى أرقى المعاني، وغالباً ما تتداخل فيه الطبيعة كعنصر روحي، على غرار الشعراء الرومانسيين الذين يرون فيها ملاذاً من قسوة المادة وظلم الحياة.
وأشارت الكاتبة إلى أبرز قصائد الديوان، منها قصيدة “بالحب نبني”، التي تحمل نداءً للسلام والوئام المجتمعي، وتدعو إلى بناء الإنسان قبل المكان، بالكلمة الصادقة التي ترى فيها الكاتبة أداة للتغيير الحقيقي.
من قصيدة “دعوة لشباب الوطن”:
هبّوا إلى العلمِ، هيّا، واشحذوا الهمما
واسعَوا إلى المجدِ حتّى نسبِقَ الأمما
وأخلِصوا في سبيلِ العلمِ غايتَكم ولتبذلوا الجهدَ حتّى نرتقي القِمما
هيّا، بني أمّتي، نبني بهمّتنا صروح عزٍّ، ونمضي للعُلا قُدُما
فالصدقُ دينُنا، والعلمُ مشعلُنا والحبُّ شيمتُنا، أعظِمْ بهِ نغما
وفي ختام حديثها، وجّهت الشاعرة رسالة إلى شباب الوطن، دعتهم فيها إلى التمسك بالعلم والعمل، والمساهمة في إعادة الإعمار بأخلاق سامية، مؤكدة: “إنّ الأمل هو الشراع الوحيد، لأنه يقودنا نحو الضوء، مهما اشتدّت العواصف.”
“شراع الأمل” ليس مجرد ديوان شعري، بل وثيقة وجدانية تنسج من الحرف ضوءاً، ومن التأمل طريقا، ومن الحب نداءً إنسانيًا يعانق الوطن والإنسان في آنٍ واحد.