الثورة – آنا عزيز خضر
يُعدّ المسرح أحد أهم أشكال التعبير الفني والثقافي، وقد كان ولايزال مساحةً لتجسيد القضايا المجتمعية والإنسانية بلغة درامية راقية.
ومع عودة النشاط المسرحي إلى الواجهة من خلال مهرجانات مثل «مهرجان محمد الماغوط المسرحي»، تُطرح العديد من الأسئلة حول واقع المسرح اليوم، وآفاق تطوره في ظل الظروف الراهنة. وفي هذا السياق، أجرت صحيفة الثورة لقاءً مع الناقد والكاتب المسرحي جوان جان، رئيس تحرير مجلة «الحياة المسرحية»، وأحد الفاعلين في المشهد المسرحي السوري، للوقوف عند أبرز التحولات والتحديات والآمال التي تحيط بأبي الفنون في سوريا.
– بدايةً، كيف تقيّمون تجربة مهرجان محمد الماغوط المسرحي؟ وهل تعتبرونها ناجحة؟
ـ ـ لا شك أن إقامة مهرجان مسرحي كمهرجان محمد الماغوط سيكون لها أثر إيجابي على الحركة المسرحية بشكل عام؛ فالمهرجانات تُشكّل دافعاً للعاملين في المسرح لبذل المزيد من الجهد والإبداع، كما أنها تُشجّع الجهات الأهلية والخاصة على الانخراط في دعم الفعاليات الثقافية. ولابد من الإشارة إلى أن هذا المهرجان أُقيم برعاية أهلية عبر مؤسسة «الرواد للتنمية والتعاون»، وهو ما يُمثّل نموذجاً إيجابياً يُحتذى به.
– كيف وجدتم مستوى النصوص المسرحية المشاركة؟ وما الذي تقترحونه لتطوير التجربة مستقبلاً؟
ـ ـ تميّزت النصوص بتنوّعها في المضامين والأشكال الفنية، وهو ما أضفى على المهرجان حيويةً، ولبّى تطلعات جمهور واسع ومتنوّع. ومن الضروري أن نُدرك أن المسرح ليس ترفاً ثقافياً، بل هو ضرورة لتحصين المجتمع من الأفكار الغريبة والدخيلة. وبناءً على ما شهدناه خلال المهرجان، اقترحت لجنة التحكيم إصدار نشرة إعلامية يومية في الدورات القادمة تسلط الضوء على الفعاليات والعروض، إضافةً إلى تنظيم دورات تدريبية متخصصة في التمثيل، والإخراج، وتقنيات المسرح، بالتوازي مع العروض.
– في حال تم رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، هل تعتقدون أن ذلك سينعكس على القطاع المسرحي؟ وكيف؟
ـ ـ بلا شك، الأزمات الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر في القطاع الثقافي والفني. وأي تحسّن اقتصادي سينعكس إيجاباً على النشاط المسرحي من حيث التمويل، وتوفير البُنى التحتية، ودعم الإنتاج. نحن نأمل أن تتحسّن الظروف بما يسمح للفن بأن يستعيد دوره الحيوي في تشكيل الوعي العام وبناء الإنسان.
– ما الرسالة التي توجهونها للمسؤولين والمعنيين بالشأن الثقافي والمسرحي؟
ـ ـ المسرح ليس مجرد ترف، بل هو ضرورة ثقافية وفكرية، ومنبر حواري يعكس نبض الشارع ويصوغ وعياً جماعياً. دعم المسرح هو استثمار في الفكر، وهو ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي حضاري. لدينا طاقات إبداعية شابة تستحق الرعاية والتشجيع، وينبغي ألّا يُترك المسرح وحيداً في مواجهة التحديات.
ختاماً، يظل المسرح السوري، رغم كل الصعوبات، مساحةً للتعبير الإنساني العميق، وجسراً للتواصل الثقافي بين الأجيال. ولعل عودة الحراك المسرحي بقوة إلى الساحة، بدعم مؤسساتي وأهلي حقيقي، هي الخطوة الأهم في طريق نهوضه من جديد.