الثورة – رانيا حكمت صقر:
“الفن لم يكن مجرد هواية، بل كان شغفاً يلازم قلبي”، بهذه الكلمات بدأت الفنانة التشكيلية “لبنى بي” حديثها لصحيفة “الثورة” عن مشروع احترافي يمزج بين الأصالة والمعاصرة،
ويجمع بين عمق الخط العربي وروح الفن التشكيلي، في قصة كفاح وإصرار تثبت أن الشغف الحقيقي لا تعوقه تحديات الواقع.
تكشف عبر كلامها عن بدايتها الفنية التي كانت جزءاً من كيانها منذ الطفولة، تقول: “حرصت على حفظ رسوماتي والاعتناء بها كشاهد على تطور مسيرتي، ورغم تشجيع المحيطين بي من عائلة ومدرسات، إلا أنني شعرت أن الموهبة وحدها لم تكن كافية دون التوجيه والتدريب الأكاديمي، مما دفعني لاتخاذ قرار مصيري بدخول كلية الفنون، محولة موهبتي إلى تخصص دراسي نميت فيه الإبداع”.
واجهت لبنى اعتراضات من بعض المحيطين الذين رأوا في الفن مجرد هواية، إلا أنها استطاعت تحويل هذه التحديات إلى دافع لتحقيق حلمها، عن ذلك تقول: “توجت إصراري بالتفوق الدائم، وتخرجت بالمرتبة الأولى في جميع سنواتي الدراسية، متخصصة في مجال الإعلان الذي وسع الآفاق لدي وكسر قيود الموهبة الفنية”.
امتلكت شجاعة التجريب في تقنيات متعددة، بدءاً من أقلام الرصاص والفحم، مروراً بألوان الخشب والتاتش، ووصولاً إلى الألوان الزيتية والإكرليلك، كما استخدمت صبغات ودهانات متنوعة على خامات غير تقليدية كالزجاج والملابس والجدران واللوحات القماشية.
سجلت لبنى حضوراً لافتاً في المشهد الفني من خلال: الفوز بالمركز الأول في أول مسابقة قبل دخول الكلية، المشاركة في معارض متنوعة “نقابة الفنون، مهرجان حلب، أثر الفراشة، لا للمخدرات نعم للحياة”، نيل منحة مشروع “مبدعات” للرسم على الزجاج والألبسة، الفوز ضمن المراكز الثلاثة الأولى في مسابقتين بعد التخرج “في التصميم والرسم”، المشاركة في فعاليات الرسم على وجوه الأطفال.
تختم الفنانة لبنى بي حديثها برسالة مؤثرة توجهها للأهالي، تقول فيها: “من المهم دعم مواهب الأطفال منذ الصغر، وتوجيهها أكاديمياً، وأنصح كل شاب وفتاة بعدم التخلي عن أحلامهم، والسعي لتحقيقها رغم التحديات”، وتؤكد أن “النجاح رغم الصعوبات يكون نجاحين”، وأن تطوير الموهبة يحتاج إلى انتزاعها من إطار الهواية العابرة إلى فضاء الالتزام والجدية، “كلما أعطيتها من وقتك أكثر، كلما أعطتك أكثر”.