الثورة -ميساء العجي:
مشهد لافت ومؤثر انعكس سلباً على الطلاب منذ اليوم الأول من بداية العام الدراسي الحالي، في مدرسة “بالا” المختلطة بالغوطة الشرقية، نظراً لنقص مقاعد الجلوس داخل الصفوف الدراسية،إذ باتت الحياة داخل تلك الصفوف صراعاً بين التعلم والراحة.
ففي القاعات المزدحمة، يحاول الطلاب التكيف مع الوضع القائم، فبعضهم يجلس على الأرض، وأخرون يتشاركون المقاعد القليلة المتوفرة.
وبالتالي تتقاطع الأصوات بين أسئلة المعلم، وهمسات الطلاب، وأحياناً وقع خطوات سريعة لمن يحاول العثور على مكان مناسب للجلوس.
فنقص المقاعد ليس مجرد مشكلة لوجستية، بل له انعكاسات تعليمية وصحية واضحة.العديد من أطفال المدرسة ذكروا أن الجلوس على الأرض لفترات طويلة يرهقهم جسديًا، ويجعلهم أقل قدرة على التركيز.
كما يؤدي ازدحام العدد في القاعات الصفية إلى صعوبة متابعة المعلم، ما ينعكس على تحصيل الطلاب الدراسي.إدارة المدرسة توجهت بنداء عاجل إلى الجهات المعنية والمجتمع المحلي، لتأمين مقاعد كافية لجميع الطلاب.
و هذا بالتأكيد ليس رفاهية، بقدر ماهو حق أساسي لكل طالب في التعلم وترى إدارة المدرسة في المبادرات وتدخل المجتمع حلاً إيجابياً وليس صعباً، لكنه يحتاج إلى تنسيق وتعاون مع الجهات الرسمية وتحفيز المجتمع المحلي لدعم المدرسة من خلال:توفير مقاعد إضافية لتغطية احتياجات جميع الطلاب،وتنظيم حملات تبرع محلية تشمل الأهالي والطلاب، مع توفير مساحات عمل مشتركة لترتيب الصفوف بشكل أفضل، بما يتيح للطلاب الحركة بحرية داخل الصف.خاصة وأن توفر المقاعد يحدث فرقاً كبيراً لاشك ،فتأمين مقاعد كافية للطلاب لا يحل الأزمة فقط، بل سيكون خطوة كبيرة نحو تعزيز العملية التعليمية في الغوطة الشرقية.
ولاسيما أن حجم الصفوف الدراسية تؤثر على تحصيل الطلاب، على صحتهم، وعلى شعورهم بالراحة النفسية والجسدية .
إن مدرسة “بالا ” المختلطة تمثل نموذجاً حياً للتحديات التي تواجه المدارس في المناطق المتأثرة بالحرب، لكنها أيضا رمز للأمل والإصرار على التعليم رغم الصعوبات، ولعل تأمين مقاعد الطلاب ما هو إلا مجرد بداية لإعادة بناء بيئة تعليمية كريمة، وضمان حق كل طفل في التعلم.