الثورة – ميساء العجي:
بجسده النحيل المتمايل كان يرفع حقيبته على ظهره الغض الصغير، ويتثاقل في مشيته بسبب وزنها الكبير، مشهد بات ظاهرة في يوميات مدارسنا.
بعمر ثماني سنوات، يبعد منزله عن المدرسة مسافة ربع ساعة سيراً على الأقدام نجده كل يوم، وأمثاله يترنحون بما يحملون على ظهورهم من حقائب مختلفة الأوزان صباحاً عند الذهاب للمدرسة، وفي العودة للمنزل، وفي مشهد آخر نجد العديد من السيدات يبادرن إلى حمل حقائب أبنائهن في مشوار المدرسة اليومي، للتخفيف من أعبائها الثقيلة على أجسادهم الغضة، متمنياً من المدرسة أن تخفف من الدفاتر في البرنامج اليومي ليكون حمل الحقيبة خفيفاً بعض الشيء.
وفي صورة مماثلة نجد مجموعة أخرى من الأهالي قد تعاقدت مع وسيلة لنقل أولادهم مع حقائبهم إلى المدرسة، بالرغم من التكلفة المادية، وذلك تفادياً لوزنها، واختصاراً للمسافة التي سيمشونها على الأقدام.
وأجمع العديد من السيدات اللواتي يساعدن بحمل الحقيبة عن أولادهن أنه يجب على وزارة التربية والمدرسة إيجاد حل حول موضوع الحقيبة المدرسية الثقيلة، وذلك من خلال طلب الدفاتر ذات الخمسين أو الثمانين طبقاً، خاصة في الصفوف الأولى للمدرسة، وتوجيههم إلى العادات الصحيحة في حمل الحقيبة، والجلوس الصحي السليم في المقعد، لاسيما وأن دراسات عديدة تؤكد أن آلام الظهر تتضاعف بشكل مخيف في مرحلة نمو الطفل، وقد تسبب انحناء في العمود الفقري، وعدم استقامة الظهر، وإصابات في الكتف والرقبة.
تأثير سلبي على الطالب
الدكتور زياد بعريني اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل وجراحتها يوضح في هذا الجانب أن الحقيبة الثقيلة الوزن تؤثر سلباً على الطالب مهما كانت المدة التي يحمل بها الطالب الحقيبة،
إذ بينت حالات التشخيص وجود الألم في منطقة الكتفين والظهر مع ميل الطفل لحني رأسه للأمام مع تشوه بمحاور العمود الفقري، وتكرار حمل هذا الثقل بشكل يومي مرتين يؤدي إلى انزلاقات غضروفية، وشد عضلي ومشكلات بالرقبة، وتكبر الخطورة عند سقوط الطفل بسبب ثقل الحقيبة، ويضيف الدكتور بعريني أنه يجب أن يكون وزن الحقيبة لا يزيد عن ١٥ ٪ من وزن الطفل، وأن تكون الحقيبة خفيفة الوزن مع الانتباه إلى التناظر بحيث يتوزع الوزن بالتساوي على الكتفين.
وأكد اختصاصي العظام والمفاصل أنه يجب الابتعاد عن الحقائب المدرسية الجانبية التي تعتمد على حمل الوزن على كتف واحد، واعتماد الحقيبة المدعمة بحزام البطن، وذلك لأنها تدعم الظهر، وتخفف الوزن عليه، بحيث يكون الجزء الخلفي من الحقيبة مبطناً كي يوفر المزيد من الراحة للطفل.
ممارسة التمارين
بدورها بينت الاختصاصية التربوية رشا النجار أنه يتوجب على الطالب ممارسة التمارين الرياضية للحافظ على العمود الفقري و قوة العضلات،
وأن الطريقة الصحيحة لحمل الكتب في الحقيبة هي وضع الكتب الثقيلة في الجيب الخلفي من الحقيبة تفادياً لانحناء الظهر، وأن يكون للحقيبة أحزمة تبتعد عن الرقبة وتضبط الحقيبة على الظهر تماماً، ونوهت النجار وفقاً لدراسات عديدة أن الحقائب التي يتم جرها على الأرض تأثيرها أقل على الطفل بحيث تجعل الأطفال يتحركون بحرية أكثر، ويتخلصون من الحمل الثقيل على ظهورهم، داعية إلى ضرورة إيجاد حل لوزن الحقيبة المدرسية الثقيلة تجنباً لآثارها على أجساد أطفالنا ومستقبلهم..