الثورة أون لاين – حسين صقر:
بعد انتشارها مؤخراً بين الفتيات والسيدات بشكل كبير، أضحت عمليات التجميل ظاهرة غريبة، تعطي صورة واضحة عن حب أولئك لتقليد بعضهن، بغض النظر عن النتائج التي تترتب عن تلك العمليات.
وفي هذا السياق أكد الدكتور عماد مهنا أنه لا شك أن هناك بعض المخاطر الناتجة عن عمليات التجميل كغيرها من العمليات الجراحية، لكن في ذات الوقت يمكن تجنبها إذا تم التقيد بالإجراءات اللازم اتخاذها قبل بدء العملية.
وأوضح الدكتور مهنا الاختصاصي بالأمراض الجلدية والتجميلية أن أضراراً تعقب تلك العمليات، لكن ومع تطور تقنيّات الطب والجراحة أصبح الطريق ممهّداً للحصول على جسد رشيق، أنف أصغر أو شعر كثيف وبشرة أكثر شباباً، وأضاف تُعّد عمليّات التجميل سلاحاً ذا حدين، يحمل العديد من الأضرار على المستويات الماديّة والصحيّة والنفسيّة، فبالإضافة إلى تكلفتها الباهظة قد يُصاحب العمليّة بعض الأضرار مثل: الشعور بالألم المصاحب لعمليات الحقن، أو الذي يتبع الجراحة والذي قد يستمر لعدة أسابيع، كما أن النتائج قد تأتي محبطة ومخيّبة للتوقعات ولا تلبي تصور المريض، بالإضافة لظهور بعض الندبات أو عدم اختفاء آثار الجراحة تماماً، كما قد يتفاقم الأمر فتُسبّب الجراحة بعض التشوهات المؤقتة أو الدائمة، كما أن بعض العمليّات التجميلية مثل حقن البوتوكس والفيلر وغيرها، تحتاج لتكرارها مرة أخرى على فترات للحصول على النتائج المرجوة.
وقال مهنا: لتجنب العديد من المخاطر والمضاعفات المرتبطة بعمليّات التجميل يجب أولاً اختيار طبيب التجميل ذي الخبرة والسمعة الحسنة، ويجب التأكد من أن الطبيب معتمد رسمياً، ويحمل ترخيص مزاولة المهنة.
كما يجب على المريض إجراء فحوصات طبيّة شاملة لتجنب أي مضاعفات محتملة، وإعداد ملف كامل خاص بالتاريخ المرضي والمشكلات الصحية وتقديمه للطبيب المعالج، مع قائمة بالأدوية اليومية المستخدمة.
كذلك يجب على المريض طلب الدعم النفسي قبل وبعد إجراء الجراحة إذا لزم الأمر، كما يُنصح بمناقشة الطبيب في كل ما يخُص العمليّة ومضاعفاتها، ومخاطرها، لأن هذه العمليات مثلها مثل أي عمليّة جراحيّة طبيّة قد تُسبب الوفاة أو الإصابة بمضاعفات مستديمة،
وقد تسبب النزيف والعدوى، والتهاب الجرح أو موضع الحقن، وقد يكون هناك مخاطر مصاحبة للتخدير، حيث قد يتسبب التخدير الكُلي مع بعض الأشخاص في الدخول في غيبوبة مؤقتة أو دائمة أو الإصابة بجلطات الدم، وقد ينتهي الأمر نادراً بالوفاة وخاصةً مع المرضى الذين يعانون من مشكلات صحيّة مزمنة أو السمنة المفرطة، وغيرها، لكن مع أخذ الاحتياطات اللازمة يتم تجاوز الأمر بسهولة، حيث الاستعداد الكامل لعمليّات التجميل قد يجنّب المخاطر أو المضاعفات المحتملة للعمليّة.
و قالت السيدة سلمى صوفاناتي: أنا لست ضد عمليات التجميل، لأن هذه العمليات تُدخل البهجة والسرور إلى النفس، شرط أن تكون ضرورية والهدف منها إخفاء تشوه ما، وأن يكون ذلك ضمن المعقول، وألا يكون تغيير الشكل جذرياً، موضحة أن هناك من يجرين ذلك بعد أن أدركهن قطار العمر، وبالتالي لا فائدة ترجى من هذه العمليات أو غيرها، خاصة وأن الكثيرات يلجأن لإزالة التجاعيد والترهلات الجلدية وهنّ يعلمن تماماً أن تلك العمليات وسواها لن يغير من حقيقة الأمر شيئاً، لأنها لو أجريت بمرحلة عمرية سابقة قد تؤدي بعض الغرض منها.
وأوضحت صوفاناتي أن الكثيرات ممن أجرين عمليات التجميل، فبدل من أن يتم تحسين شكلهن، تسبب هذا الطبيب أو ذاك بتشويهه، وعندها لا فائدة من اللوم، وكل ما علينا هو مراعاة شعور من أجرت تلك العملية كي لا نحرجها أو نجرح مشاعرها ونؤذي أحاسيسها، وكلما سألتنا نقول لها: تبدين جميلة.
من ناحيتها قالت سعاد بطرس: إنها أجرت عملية شفط للدهون في بعض الأماكن بجسدها، وكادت تلك العملية أن تسبب لها تلفاً بالأعصاب والأنسجة، واضطرت لتناول الأدوية لفترة طويلة حتى تجاوزت مرحلة الخطر.
من ناحيتها قالت عنود علامة: إنها أجرت عملية لتجميل أنفها ما تسبب بمشكلة في التنفس، هذا بغض النظر عن عدم موازنة فتحتي الأنف، حيث بدت جهة أطول من الأخرى، بينما يبدو أنف آخر معوجاً، وهو ما دفعني لإعادة العملية عدة مرات، بالإضافة لفقداني ثقتي بنفسي، وبدل من أن أكون قد حسّنت شكله، تسببت بطريقة ما بتشويهه.
الفتاة مي محمود أوضحت أنه رغم الظروف المادية الصعبة، أجريت عملية تجميل تجميل لأنفي نتيجة التعليقات التي يطلقها عليّ البعض، ونظرات السخرية التي واجهتها منهم، لكن تمت العملية بنجاح دون أي مضاعفات بسبب تقيدي بتعليمات الطبيب.