الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
فرضت التطورات التقنية الحديثة والسريعة في العالم والانتشار الكثيف والواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ( السويشل ميديا)، تحديات جديدة أمام العمل الإعلامي الالكتروني، نظراً لما تتطلبه الرسالة الإعلامية من سرعة في الإنجاز ودقة في المعلومات.
إذ أصبحت ساحة المنافسة مشتركة سواء أكانت للإعلام المحلي أم الدولي، فقد أتاحت الشبكة ( الانترنت) المجال للجميع.
القوي والضعيف، الغني والفقير، الكبير والصغير، للمنافسة والصراع وإثبات كيانه.
كما أن الشبكة أضافت تحديات جديدة للإعلام، ومن هنا برزت أهمية الإعلام الالكتروني لتواكب هذه التطورات، خصوصاً أن الكثير من الصحف والمجلات والمحطات الإذاعية التلفازية تحولت إلى الإعلام الالكتروني، لسهولته وقلة تكلفته وسرعة الانتشار.
يتميز الإعلام الالكتروني بالكثير من السمات التي تميزه عن أشكال الإعلام والصحافة الأخرى، فقد تجاوز جميع الحدود المكانية والزمانية والتقنية.
فأصبح يواكب الأحداث لحظة بلحظة، فلم يعد الإنسان مضطراً للانتظار لصباح اليوم التالي لحين صدور الجريدة أو الانتظار أسبوعاً كاملاً أو شهراً لصدور المجلة.
حتى إنه أمام سرعة الأحداث وتطوراتها لم يعد مضطراً للانتظار لحين موعد بث النشرة الإخبارية بعد ساعة أو دقائق لحين موعد النشرة في الإذاعة أو في أي محطة تلفازية.
كما تميز الإعلام الالكتروني عن غيره بسهولة البث والإرسال وقلة التكاليف، فلم يعد الأمر محصوراً للمرسل بوجود مبالغ ضخمة لشراء مطبعة من أجل إصدار صحيفة أو مجلة أو أي مطبوعة دورية، وكذلك ليس مرهوناً بوجود محطة بث إذاعي أو تلفازي حتى نتمكن من إيصال الرسالة الإعلامية إلى الجمهور.
كما أن عملية الإرسال في الإعلام الالكتروني أسرع من غيره وأقل تكلفة، وكذلك الأمر بالنسبة للمستقبل، مقارنة مع بقية أشكال الإعلام الأخرى، تساعد على انتشاره ومتابعته.
فضلاً عن أن استقبال الرسالة من قبل الجمهور أسهل وأقل تكلفة، فلا يتطلب منه الذهاب مسافة للحصول على جريدة، وليس مجبراً لاقتناء جهاز استقبال البث الإذاعي أو الجلوس في مكان يتوافر فيه تردد موجة البث، أو اقتناء جهاز تلفزة يستقبل به المحطة التلفازية، فيمكن لمستقبل الإعلام الالكتروني اقتناء هاتف خليوي، يمكنه استقبال الرسالة من أي مكان وفي أي وضع هو عليه… لا حاجة لبذل جهد أو أخذ وضعية في غرفة الجلوس أو مكان محدد لمتابعة المصادر.
بالرسالة الإلكترونية تصل مباشرة بسهولة وبأقل التكاليف والإمكانات البسيطة، كما يمكن التعرف على رأيه بمضمون الرسالة مباشرة ويحدد تفاعله معها.
كل ذلك يفرض تحديات على القائمين بالعمل الإعلامي، ويلزمهم ببذل جهود كبيرة لمواكبة تطورات العالم السريعة، وتحمل مسؤولياتهم في تحرير الرسالة الإعلامية لغة ومضموناً وشكلاً وإخراجاً.
فجمهور رسالة الإعلام الالكتروني اتسع وأصبح لكل الفئات العمرية من فئة الأطفال إلى فئة الشيوخ مروراً بالفتيات والشبان والرجال، ولكلا الجنسين أيضاً.
فلم الجمهور محصور لقراء الصحيفة أو المجلة، أو بفئة متابعي الإذاعة او التلفاز.
وأضحت ساعات البث مفتوحة صباح مساء، نهاراً وليلاً، وليست محددة بمواعيد معينة أو أماكن محددة.
لا شك أن خطورة الإعلام الالكتروني تحتاج إلى محررين يمتلكون الخبرة والقدرة على تحليل الأمور بسرعة وامتلاك ناصية المعرفة والفكر وحسن ربط الأسباب بالنتائج واستخلاص العبر والدروس.