الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية ، والمتاجرة الأميركية والغربية بمعاناة السوريين واللاجئين لم تتوقف ، وهي مستمرة على طاولات رعاة الإرهاب ، بعد أن حاولوا أن يسرقوا من السوريين قدر ما استطاعوا من أمنهم وأمانهم وحياتهم ومعيشتهم واقتصادهم ، فكم مرة تأكدت تلك المتاجرة واللصوصية ، سواء عبر إقامة مخيمات اللجوء على أراضي الدول المجاورة ومنها تركيا بشكل مسبق ، بقصد الضغط والابتزاز ، أو عبر عقد عشرات المؤتمرات تحت مسميات “أصدقاء سورية” والتي لم تكن كغيرها إلا مسميات وشعارات تخفي تحتها مؤامرات كبرى وخطيرة لاستمرار استنزاف السوريين واقتصادهم ، وممارسة المزيد من الضغوط عليهم ؟.
لكن الآن ، ومع دخول مرحلة جديدة من انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميهم ، حان الوقت ليكف ذاك الغرب المتخفي بستار الإنسانية الزائفة عن المتاجرة بقضية السوريين الإنسانية ، بعد أن أصبحت صورته فاقعة مفضوحة ، وانكشفت حقيقة ادعاءاته المزيفة تجاه السوريين ، والتي لم تكن إلا كذبة حاول الاستمرار بتسويقها قدر ما يستطيع ، سواء في الأمم المتحدة عبر مساعيه لعقد جلسات عاجلة لتشويه صورة الحقيقة ، أو عبر التصريحات المستمرة لمسؤوليه والتي لم تكن سوى لدعم الإرهابيين ، وزيادة المعاناة الإنسانية للسوريين ، أو عبر تقديم تقارير وتحليلات ودراسات وتضليل إعلامي بتوظيف رأس مال فاسد وحاقد لتستمر كذبته ونفاقه .
ومتاجرته هذه بدت أكثر وضوحاً في تعامله مع السوريين اللاجئين بشكل خاص ، بعد أن رفض الغرب التعامل بأي شكل من الأشكال مع الحكومة السورية ، والتعاون معها ، ووضع اليد باليد والإمكانيات بالإمكانيات ، والأمن مع الأمن للقضاء على الإرهاب ووقف الحرب ، وإعادة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم ، وليكون هذا الرفض المستمر ورقة ضغط إرهابي وإنساني واقتصادي على سورية لتقديم تنازلات ، بعد أن فشلوا في مسرحياتهم وتمثيلياتهم وتضليلهم وحربهم التي تلبست بأشكال إرهابية مختلفة ، منها ما هو نفسي واجتماعي واقتصادي… الخ، بعد أن أسقط الجيش العربي السوري والشعب والقيادة السورية الكثير من تلك الأوراق وأحرقوا المزيد منها على امتداد الجغرافية السورية ، من دمشق إلى حلب إلى الغوطة ودير الزور ومناطق أخرى .
هناك الكثير من الأدلة على دور الغرب القذر في استثمار قضية ومعاناة السوريين الإنسانية عبر اجترار الأكاذيب ، ومن هذه الأدلة والشواهد الحية هو إرهابه وحصاره الاقتصادي المستمر عبر عقوباته الاقتصادية – الأوروبية والأميركية منها – والتي لم يتوقف عنها منذ بداية إجرامه ، يضاف لذلك استمراره بدعم الإرهابيين ، وتجنيد واستجلاب المزيد منهم ، وتقديم كافة أصناف الأسلحة والعتاد لهم بما فيها المواد الكيميائية ، وإرهابيو الخوذ البيضاء مثال حي على ذلك ، كما أن كميات الأسلحة والمخازن التي تقدر بآلاف الأطنان المكتشفة ، تصب في هذا السياق، وسكوت الغرب أيضاً عن جرائم النظام التركي ودعمه لها ، وهذا ليس بحاجة لبرهان لإثباته ، فالكل شريك في الحرب ، وسجلهم الإجرامي ضد السوريين واضح لا يخفى على من لا يتعامل بازدواجية .
أمام هذه الجمل الواسعة من الحقائق والخطوط العريضة التي حاول الغرب المتاجرة بها، والتي تدينه وتغرقه حتى القاع، تحاول سورية اليوم دخول مرحلة جديدة مع انتصاراتها على الإرهاب لإعادة إعمار سورية وإعادة اللاجئين إلى بلدهم ، كي تقطع الطريق على استمرار الغرب بالضغط عليها عبر المتاجرة بقضية اللاجئين ، وسحبها من أجنداتهم الاستعمارية المكشوفة