الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
حتى آخر لحظة في حياته، حمل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الهم الوطني، فكان رجلا استثنائيا في الدفاع عن سورية، ووقف كالطود الشامخ في مواجهة كل حملات التضليل والتجييش التي واجهتها، فكان مدرسة في الوطنية والسيادة والوقوف بوجه الأطماع الصهيو- أميركية، ومواقفه الصلبة في الدفاع عن الحق السوري المبين ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة، تخلده كقامة وطنية، ومناضل عنيد، لا يخشى في قول كلمة الحق لومة لائم.
كثيرة هي المناسبات التي وقف فيها الراحل مدافعا شرسا عن سورية وشعبها في وجه قوى الغرب الاستعماري الطامع بأرض السوريين وثرواتهم، ولا أحد ينسى على سبيل المثال لا الحصر، موقفه الرجولي خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في مونترو بسويسرا قبل عدة سنوات (2014)، عندما رفع إصبعه بوجه وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، وقال له بكل عنفوان وكبرياء: “لا أحد في العالم سيد كيري له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم”.
وأضاف: “من يريد أن يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه ناطقا باسمهم.. هم وحدهم لهم الحق بتقرير قيادتهم وحكومتهم وبرلمانهم ودستورهم وكل ما عدا ذلك كلام لا محل له من الإعراب”.
لقد جسد المعلم في المحافل الدولية صوت الحق في وجه الإرهاب والعدوان، وفند كل المزاعم الأميركية والغربية التي روجت لها الولايات المتحدة بالتزامن مع فرضها سلسلة من العقوبات الجائرة تحت مسمى ” قانون قيصر”، فأكد أن هذه العقوبات هدفها في نهاية المطاف الضغط على الشعب السوري في لقمة عيشه، ومحاولة خنقه “تماما كما خُنق جورج فلويد”، وقال: “الأصح أن تتم تسميته قانون قيصر لخنق المدنيين في سورية، فهل منع وصول الأدوية والأجهزة الطبية المنقذة للحياة، بما في ذلك في ظل جائحة كوفيد-19، يحمي المدنيين أو يحرمهم من العلاج والتعافي؟، هل عرقلة إعادة إعمار ما دمره الإرهاب تخدم السوريين أم تقطع عنهم فرص العمل وتزيد وضعهم المعيشي سوءا، وتعيق عودة اللاجئين والنازحين؟ هل حرق محاصيل القمح وسرقة النفط ومحاربة قطاع الطاقة يحمي المدنيين أيضا، أم يمنع عنهم الغذاء ومواد التدفئة والغاز المنزلي والكهرباء؟”.
المعلم وإن رحل بجسده، فإن مواقفه الوطنية ستبقى خالدة، فهو كان بحق مناضلا صلبا في الساحات السياسية الدولية، أدار المعركة في مواجهة المؤامرة الصهيو-أمريكية بكل حنكة واقتدار، وانتصر عليها فكان خير من مثل سورية دبلوماسيا ليدافع عنها وينتصر لها، والأجيال القادمة ستبقى تذكره على أنه الابن الوفي والمخلص لسورية وشعبها.
التالي