اليوم، ومن زمن مضى أيضاً، حقنا أن نسأل ونتساءل، مع أننا نعرف: لماذا يكيد لنا الأعداء بكل ما في كهوف الحقد من عفن؟ ما الذي يغيظهم حد القهر أن نحتفي بمناسباتنا الوطنية والقومية، وهم من (يصنع من الحبة قبة) ولا أحد يسألهم، أو يقول: هذا غير عادي؟ّ.
اليوم خمسون عاماً على التصحيح المرتكز على جذور عشرة آلاف عام من النضج الحضاري والثقافي والمعرفي أراد البعض أن يأخذه إلى منحى آخر، ولكن طاقات الشعب السوري وقدرته على التجديد والابتكار، وتصحيح المسار كانت بلحظة الحسم تمضي قدماً نحو المستقبل.
من حقنا اليوم ونحن على رأس نصف قرن من الذكرى الحاضرة دائماً تصحيحاً وتطويراً وتحديثاً، من حقنا أن نزهو بوطننا وجيشنا وشعبنا وقائدنا، زهو من قاوم وانتصر، زهو من يعرف أن العدو ما ترك مكيدة، ولا وسيلة للعدوان إلا ومارسها، من حقنا أن نزهو مع أن الجراح عميقة الغور، وأكثرها حدة تلك التي جاءت بيد من كنا له الأخوة والعون، ومن بذلنا الدم من أجل عزته وكرامته كأمة ومصير، لكنهم كانوا على المقلب الآخر.
نعرف أن الكثير من الأعداء سوف يستلّون سيوف حقدهم وغضبهم، ويجيّشون آلات أبواقهم، ولكن هذا لم يكن إلا بغاثاً في ملعب النسور، اليوم ثمار التصحيح دائمة بهية و تنضج كل ساعة مع التطوير والتحديث، ببساطة شديدة: لو كانت حلقات العدوان التي تعرضت لها سورية، ومازالت مستمرة، لو كانت على دول عظمى (بطاقاتها المادية) لانهارت، لكن الطاقات المادية وحدها لا تكفي للمقاومة على أهميتها، فالصبر والوعي والحزم ووضوح الرؤى هي التي تسند الفعل والقول، اليوم التصحيح هو إشراقات وطن، وإنجازات سوف تستمر، مع كل صباح، سنمضي نعمر وطننا وننجز تحرير أرضنا، وكل يوم لنا حكاية نصر يسجلها التاريخ.
من نبض الحدث- ديب علي حسن