الملحق الثقافي:
إن نظرة متمعنة إلى ما تم من إنجازات في مجال الثقافة خلال الأعوام الماضية، سيعطينا صورة مشرقة عن إنجازات ونشاطات ثقافية وصروح العلم والمعرفة نجدها شامخة في كل بقعة من القطر العربي السوري كمراكز إشعاع للثورة والمعرفة.
وما قاله القائد الخالد حافظ الأسد في الثقافة ما هو إلا ترسيخ لهذا المفهوم وانطلاقة خلاقة لبناء صروح العلم وبناء الإنسان، حيث قال: «الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية، جميع حاجات الإنسان الحياتية لها حدود، إلا حاجة الثقافة فلا حدود لها».
وقد أولى الحزب والسلطات المركزية والمحلية اهتماماً خاصاً للتوسع في إحداث المراكز الثقافية التي انتشرت في كل التجمعات الحضرية، حيث أصبح عددها أكثر من 350 مركزاً عام 2000 في حين كان 56 مركزاً في عام 1975، وعدد معاهد الثقافة الشعبية 53 معهداً، كما وصل عدد المحطات المكتبية عام 2000 إلى حوالي 150 محطة، وهي لم تكن معروفة قبل عام 1970.
وتم التركيز خلال السنوات الماضية على تطوير الثقافة الشعبية وإنشاء المعاهد المختصة في مجالات التقنية الإلكترونية والخياطة والحرف اليدوية ودراسة اللغات الأجنبية، كما استمر العمل في مجال محو الأمية، وتم افتتاح الكثير من صفوف محو الأمية في المراكز الثقافية الفرعية، فانخفضت نسبة الأمية في سورية من 63% في عام 1960 إلى 20.6 عام 1993.
وعلى صعيد حماية الآثار والأوابد التاريخية، قامت الجهات المختصة بنشاط واسع شمل الكشف عن تراث سورية الحضاري وحمايته وترميمه، وبلغ عدد المواقع الأثرية 3080 موقعاً بعد أن كان 795 موقعاً في عام 1970.
وقد عملت وزارة الثقافة على تسجيل دمشق وحلب وتدمر وبصرى في سجل الممتلكات الأثرية العالية لدى منظمة اليونسكو، وارتفع عدد المتاحف من 7 عام 1970، إلى 30 متحفاً عام 2000، كما ارتفع عدد البعثات الأثرية التي تعمل في البحث والتنقيب من 23 بعثة عام 1970 إلى 90 بعثة عام 2000، وتتابع المديرية العامة للآثار والمتاحف أعمال الترميم والصيانة في مختلف متاحف القطر.
أما في أعمال التنقيب، فتتابع البعثات الأثرية الوطنية والأجنبية أعمالها في قلعة دمشق وتل سكة وتدمر وتل المشرفة ونبع الصخر في القنيطرة والحسكة.
كما تم تنفيذ عدد من المشروعات الهامة والكبيرة كالمسرح القومي والمدينة السينمائية ومتحف الفن الحديث، والأبنية الثقافية في ضاحية دمر ومشروعات الأبنية الثقافية في المحافظات وقصر الثقافة ومتحف الفن في اللاذقية، كما تم تزويد المعاهد العالية بالتجهيزات الفنية اللازمة، هذا ويتم العمل على زيادة العناوين في مجال المطبوعات والنشر، وتمت المشاركة في عدد كبير من المعارض الدولية.
وقد حققت وزارة الثقافة في التأليف والنشر قفزة هامة جداً، إذ تضاعف عدد الكتب التي أصدرتها عشر مرات بالمقارنة مع عام 1970، فضلاً عن الارتقاء والتنوع في المضامين والحقول والمجالات، وأصدرت العديد من المجلات الثقافية المتخصصة، وفي مجال الفنون الجميلة تمت إقامة 809 معارض فنية، وتم تنظيم مهرجانات دمشق السينمائية التي تستقطب نجوم الفن العرب والأجانب، وكان آخرها مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر في تشرين الثاني 2008.
أما بخصوص الكاتب، شاعراً كان أم روائياً، قاصاً كان أم ناقداً، باحثاً أم مترجماً، فقد أحيطوا جميعاً برعاية كبيرة واهتمام فائض من قبل القائد الخالد حافظ الأسد، والرئيس بشار الأسد من خلال دعم وتعزيز دور اتحاد الكتاب العرب الذي احتضن بدوره كل هذه الفعاليات الإبداعية.
دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008:
في 19/1/2008 افتتح السيد الرئيس بشار الأسد احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، إذ قال: «دمشق، عاصمة الثقافة العربية، ليست مجرد مدينة أو عاصمة أو مكان جغرافي يقع في قلب بلاد الشام، لدمشق معنى كبير وكلي، حاضر في الوجدان العربي، بوصفها مدينة الثراء الروحي ومنبعه ومبدعته، فأنى اتجهت في عاصمة الدنيا «دمشق» تعطرك برائحة الزمان الإنساني المنتشرة في كل مكان فيها».
الإعلام.. ارتقاء بالمهنة.. وتعميق الوعي القومي
إن ما تحقق في قطاع الإعلام السوري برعاية القائد الخالد حافظ الأسد، والسيد الرئيس بشار الأسد الذي يتابع المسيرة على نهج التصحيح المجيد، هو ثورة إعلامية حقيقية رفدت عملية البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وأكدت الأسس الفكرية والأهداف القومية الإنسانية التي قامت عليها عملية بناء المجتمع.
لقد استطاع الإعلام السوري تأكيد مصداقيته وتواجده الدائم على ساحة الحدث المحلي والعربي والعالمي معتمداً باستمرار التحليل العلمي الدقيق لمختلف التطورات السياسية العربية والدولية لفهم التاريخ واستيعابه من جهة، واستشراف المستقبل بقدرة وحكمة من جهة أخرى.
وفي مجال الصحافة ارتقت الصحف السورية في مضمونها لتواكب الدور السياسي والقومي الذي تحتله سورية في ظل القيادة التاريخية للرئيس الخالد حافظ الأسد، فعملت على تقديم الخبر السريع والهادف والمادة الجادة، ومارست النقد البناء عملاً بقول سيادته: «لا أريد لأحد أن يسكت عن الخطأ ولا أن يتستر على العيوب والنواقص»، كما ساهمت الصحف اليومية السورية في بناء شخصية الإنسان العربي حين فتحت صفحاتها لكل الآراء التي تنطلق من حبها لوطنها ولأمتها، وحرصها على حماية هويتها الثقافية، إلى جانب هذا أكدت صحفنا اليومية قدرتها على التواصل مع الفكر العالمي تأثراً وتأثيراً..
وشهدت المؤسسات الصحفية الرئيسية الثلاث (البعث ـ الثورة ـ تشرين) إضافة إلى الوكالة العربية السورية للأنباء تطوراً كبيراً من الناحية الفنية والتقنية.
وتصدر في سورية أيضاً مجموعة من الصحف والمجلات لتغطية نشاطات المنظمات الشعبية وفعالياتها وتحقيق رسالتها وأهدافها في بناء المجتمع الجديد..
وبتوجيه كريم من الرئيس الخالد حافظ الأسد تعزز دور اتحاد الصحفيين في سورية الذي استطاع أن يثبت فاعليته بمشاركته في المؤتمرات الإعلامية العربية والدولية ليؤكد صوت سورية في اللقاءات الدولية، حيث احتل هذا الاتجاه مواقع متميزة في المنظمات العالمية كاتحاد الصحفيين العرب واتحاد الصحفيين العالمي.
صناعة سياحية متطورة
أولت الحركة التصحيحية المجيدة منذ بداية عهدها أهمية خاصة لتنظيم قطاع السياحة وتطويره، وتجلى اهتمام الدولة بتطوير هذا النشاط بإحداث المجلس الأعلى للسياحة عام 1972 كسلطة تشريعية وتنظيمية عليا تتمتع بصلاحيات واسعة، ومعه وزارة السياحة كأداة تنفيذية تتولى عملية التطوير من خلال الاستغلال الأمثل للثروات والموارد السياحية..
وقد استطاعت هاتان الجهتان خلال الأعوام التي انقضت من مسيرة التصحيح إنجاز العديد من المشروعات الحيوية ضمن خطة وطنية شاملة تم وضعها لتطوير قطاع السياحة إضافة إلى جملة من القوانين والتسهيلات التي صدرت مؤخراً والتي تساهم إلى حد كبير في النهوض بالقطاع السياحي وتفعليه.
وقد شهدت سورية مرحلة جديدة من مراحل التطور الإيجابي المستمر في ميادين العمل والأنشطة السياحية، وتطور حجم الحركة السياحية وعائداتها الأمر الذي انعكس إيجابياً لتحقيق زيادة ملموسة في الأعداد والعائدات، كما تنوع شكل وأسلوب الترويج السياحي الداخلي والخارجي عن طريق المعارض المحلية والعالمية.
ومن أجل إقامة صناعة سياحية متطورة وتأسيساً على توجيهات الرئيس الخالد حافظ الأسد لضمان الاستثمار في حقل السياحة، ولكي تلعب رؤوس الأموال الخاصة دورها في بناء الاقتصاد الوطني يقتضي حمايتها وضمان ريعية مقبولة لها، صدر عن المجلس الأعلى للاستثمار القرار رقم 186 لعام 1985 بقصد تشجيع الاستثمار وتدعيمه للسياحة، وصدر القرار رقم 168 عن المجلس الأعلى للسياحة عام 1987 الذي حدد النظام العمراني للمنشآت السياحية خارج المخططات التنظيمية، وضمن هذا الإطار عمدت الدولة وضمن الخطة الوطنية للسياحة إلى استملاك مساحات واسعة في محافظتي اللاذقية وطرطوس على شاطئ البحر وعرضها للاستثمار السياحي.
وقد سجل العام 2006 قفزة حقيقية بالاستثمارات السياحية الجديدة التي دخلت الخدمة، حيث بلغت قيمتها 400 مليون دولار، ووصلت قيمة الاستثمارات قيد الإنشاء قبل انعقاد الملتقى الثالث للاستثمار والمتوقع إنجازها حتى عام 2010 إلى 2.7 مليار دولار، فيما تصل إلى 3.7 مليار دولار بحال امتدت مدة التنفيذ حتى عام 2015 وهي كما يلي: 1.1 مليار دولار استثمارات صادرة برخص إشادة أرض مملوكة للقطاع الخاص و2.3 مليار دولار استثمارات ناجمة عن عقود تم توقيعها من خلال ملتقيات سوق الاستثمار واتفاقيات التطوير.
ومن أبرز مؤشرات السياحة السورية لعام 2007 وفق وزارة السياحة، أن عدد السياح القادمين لسورية 2007 دون زوار اليوم الواحد وصل إلى 4.6 مليون سائح، وعدد نزلاء الفنادق من دون السوريين 1.8 مليون نزيل، والليالي الفندقية دون السوريين 10.4 ملايين ليلة، والليالي السياحية دون السوريين 78.4 مليون ليلة، والإنفاق السياحي دون السوريين 142.6 مليار ليرة، وفرص العمل المتحققة بشكل مباشر من الفنادق والمطاعم وصلت إلى 79760 فرصة عمل.
وجاء في تقرير المجلس الدولي للسياحة والسفر حول الوضع الاقتصادي للسياحة السورية أن إيرادات السياحية الداخلية خلال العام 2007 وصلت إلى مليار دولار والمتوقع حتى العام 2017 أن تصل إلى 2.2 مليار دولار، وإيرادات السياحة الدولية الوافدة 2.7 مليار وتصل إلى 6.9 مليارات دولار.
من كتاب: «حركة البعث المتجددة»، 38 عاماً على التصحيح. دراسة تحليلية وثائقية، تشرين الثاني 2008
التاريخ: الثلاثاء17-11-2020
رقم العدد :2021