في ظل الارتفاع المتزايد و الملحوظ بمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الكثير من الدول، يعيش العالم بترقب وحذر وسط قلقه و تخوفه من موجة جديدة من الوباء وكيفية احتوائها ومواجهته وما ستخلفه من عواقب وخيمة وتداعيات سلبية من الناحيتين الاقتصادية والصحية، خاصة وأن الكثير من تلك البلدان ومنها دول كبرى ومعروفة بإمكانياتها المادية الكبيرة لم تتعاف بعد من معركتها الأولى مع الوباء، فكيف سيكون الحال بالنسبة لدول متواضعة القدرة والإمكانيات الاقتصادية و الصحية وهي غير مهيأة لخوض غمار معركة جديدة وغير متكافئة مع المرض وما يتسبب به من خسائر فادحة جراء توقف عجلة اقتصادها وإغلاق حدودها ومنافذها ؟.
رغم مناشدات وزارة الصحة المتكررة للالتزام بالإجراءات الوقائية للحماية من العدوى إلا أننا نشهد تهاوناً واستهتاراً وتراخياً واضحاً من قبل البعض في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية في التعامل مع فيروس كورونا، فدخول فصل الشتاء يعني تزايد التجمعات العائلية والأسرية وبالتالي زيادة الأمراض بشكل عام والسرعة بانتقالها، وكذلك عودة المدارس وضبطها بحسب ما ورد في البروتوكول الصحي يعدّ أمراً صعباً، خصوصاً لناحية التعامل مع فئات عمرية صغيرة، لذلك لا بد من الالتزام بالمسؤولية المجتمعية المشتركة و بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لتجاوز مخاطر الفيروس من خلال خفض الكثافة الطلابية في الصفوف والحرص على التباعد وتقليل المخالطة ولبس الكمامات، والاهتمام بالنظافة والتعقيم، وغسل الأيدي باستمرار وتوعية الطلاب بمكامن الخطورة.
الجميع يعرف ويدرك مخاطر وسرعة انتشار فيروس كورونا، والعواقب الخطيرة التي قد يتسبب فيها، فالالتزام يجب أن يكون ثقافة وقناعة شخصية لكل فرد في هذا المجتمع، لأن التزامه يعني الحماية الشخصية له، ولعائلته، ولمن يحب وعلى الجميع مسؤولية حماية أنفسهم وأسرهم بالدرجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، وتأدية دورهم في منع انتشاره من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
العودة للأوضاع الطبيعية أمر حتمي تقضيه الظروف، ولكنها لا تعني زوال المخاطر، فالتزامنا جميعاً واجب وطني يساعدنا على تجاوز هذه المرحلة العصيبة، وهو دور مهم ومكمل لما تقوم به باقي القطاعات في الدولة من إجراءات وقائية واحترازية فالحكومة لن تستطيع وحدها إيقاف انتشار الفيروس، مهما أقامت حملات توعية، ومهما جهزت من مستشفيات، إن لم يكن هناك وعي ومسؤولية والتزام بالقوانين والإجراءات، وتجنب ارتياد الأماكن العامة والتجمعات غير الضرورية.
أروقة محلية- بسام زيود