المهن اليدوية بحلب يتوارثها الآباء عن الأجداد

الثورة أون لاين – جهاد اصطيف: 

                                       

النول اليدوي أو السجاد الحلبي حرفة يتوارثها الآباء عن الأجداد ويورثونها للأحفاد ، وهي فن يتجدد من حيث تقنية الحرفي ذاته دون أن تكون للآلة أي يد بالموضوع ، ومن حيث انتشار استعمال” البسط أو المخدات أو المد العربي ” في مختلف أنماط الديكور سواء المنزلي أو في أي مكان أخر كما قلنا .
“ الثورة ” التقت الحرفي عبد القادر خصيم والذي تجاوز السبعين عاماً حيث تحدث قائلاً :
تعتبر حرفة النول من الحرف العريقة التي ورثتها الأجيال جيلاً بعد جيل ، وهي من الحرف التي تستمد مادتها من الخيوط خاصة ” الحرير ” ، وعلى الألوان التي يختارها الحرفي الذي يجب أن يتمتع بمهارات فنية عالية كالمثابرة والتدريب المستمر لإتقان هذه الصنعة ، وكذلك فلابد من توافر القدرة الإبداعية والفنية عند الحرفي لاكتساب المزيد من المهارة ، ومن ثم الإبداع في هذه الحرفة التي تحتاج إلى مواكبة الزمن وإنتاج نماذج معينة .
ويضيف : صناعتنا مطلوبة عالمياً ، ونحن في حلب لا نزال نمارس هذه الحرفة كي نبقى محافظين عليها وأن لا نتركها تندثر بالرغم من الصعوبات التي تعترضنا وقلة الدعم الذي يقدم لنا ..
وختم قائلاً : المهنة رائعة وتحتاج لمن يدعمها باستمرار لأن الشباب حالياً لم يعودوا قادرين على تعلم مثل هذه الحرف لأسباب باتت معروفة لذلك علمت عدداً من النسوة كي تبقى هذه الحرفة محافظة وأن لا تندثر مع الأيام .


* تطور ملحوظ
في المشهد الثاني حدثنا ابن الحرفي العتيق ” علي ” البالغ من العمر 17 عاماً عن هذه الحرفة التي تعلمها من والده قائلاً :
كل شيء في صنعتنا يدوي وهذه الميزة كسبتها الحرفة رغم قدمها ومع ذلك ما تزال مطلوبة حتى الآن وباستمرار ، مشيراً إلى أنه تعلم الحرفة منذ أن كان عمره في الحادية عشرة ، وأن والده تعلم المهنة من جده منذ نعومة أظفاره وهكذا حبا بالحرفة التي يعتز ويفتخر بها كل أهالي حلب وليس ذلك فحسب بل كل مواطن سوري .
ويضيف قائلاً : عملنا يدوي مئة بالمئة ونمتاز ” بالمد العربي ” والبسط بشكل أساسي والمخدات والأراتي والخيم وغيرها ، وقد تستغرق صناعة القطعة الواحدة عدة ساعات أو أيام حسب نوعيتها فالبساط الذي يبلغ طوله ٣ أمتار وعرضه ٢٠ أو ٤٠ سم قد يستغرق العمل فيه يوماً أو أسبوعاً حسب النقشة التي سيتم إدخالها للبساط ، وبالطبع هذه النقشات أو الرسمات هي بمجملها من مخيلة الحرفي ذاته دون أن تتدخل أي عوامل أخرى ، وهنا تكمن مدى قدرة الحرفي وإتقانه هذه الحرفة الرائعة .
وكشف الشاب ” خصيم ” هناك نحو ٥٢ نقشة منها الحلبية ومنها الحموية ومنها الشامية والبدوية وغيرها ونعمل حسب الطلب وهي مرغوبة ومطلوبة ليس محلياً فقط وإنما عالمياً .
وختم الحرفي الابن قائلاً :
لا شك بأنني أفتخر وأعتز بحرفتي لأنني تعلمتها من والدي ووالدي تعلمها من جدي وهكذا ، وأنا أحبها حباً جما ، وتعتبر بمثابة حياتي وبقدر ما أخدمها تخدمنا .
* وللسياحة كلمتها :
مديرة السياحة بحلب المهندسة نايلة شحود أوضحت أن المديرية ومن خلال توجيهات وزارة السياحة والحكومة تعمل للحفاظ على المهن التراثية والحرف اليدوية من خلال عدة أمور سواء التدريب أو التأهيل أو إقامة حاضنات وأسواق للحرف اليدوية ، مشيرة إلى أنه يتم العمل على إعادة تأهيل خان الشونة ليصار إلى وضعه في خدمة الأخوة الحرفيين لممارسة أعمالهم في المحلات ضمن الخان .
ورداً على سؤال حول حرفة النول اليدوي التي كان يمارسها الحرفي خصيم ضمن الخان أشارت إلى أنه سيتم إعادته إلى نفس محله السابق ضمن الخان .

تصوير : خالد صابوني

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر