تتلبد غيوم المشهد السياسي العالمي، وتبدو أقرب من أي وقت مضى إلى لحظات الانفجار التي يظن من يدفع بها أنه قادر على الإمساك بخيوطها ونتائجها، بدليل التصريحات المجنونة التي تطلق من قبل المسؤولين في الإدارة الأميركية، وهم يلوحون بما يمكن أن يقدموه للكيان الصهيوني الغاصب.
وقبيل إعلان النتائج الحاسمة للانتخابات الأميركية، مع أنها تبدو محسومة لصالح بايدن، لكن المراوغة التي يعمل بها ترامب للوصول إلى لحظة يقول فيها: لا يمكن لرئيس أميركي غيري أن يقدم أكثر مما قدمته، أو سوف أقدمه، وفي مزاد المبازرة يمضي بايدن نحو المزيد من الدفع بما يمكن أن يقدمه، من هنا تأتي لحظة الخطورة أن يغامر ترامب بعمل عدواني طائش يظن أنه قادر على تنفيذه سريعاً، ليقلب المعادلة التي يريدها نحو المزيد من الارتباكات التي يظن أنه الوحيد القادر على حسمها .
القوة الغاشمة التي تقود سياسة الولايات المتحدة، وصلت إلى مأزق كارثي لا يمكن أن يكون قادراً على المزيد من النتائج التي تريدها الإدارات الأميركية، فقد ترسخ نهج مقاومة الغطرسة الأميركية، وتحطمت على أرض الدول التي واجهت هذه القوة الباطشة التي لم تترك أي وسيلة عدوانية، إلا وجربتها، ولكنها وصلت جدار الصد، هل نذكّر بما فرضته الإدارات الأميركية من عقوبات على الكثير من دول العالم، من كوبا إلى كوريا الشمالية، وإيران وفنزويلا، وسورية؟
ومع التدخل المباشر لآلة العدوان الأميركية إلى جانب العصابات الإرهابية تمويلاً وتخطيطاً، وتنفيذاً أحياناً، لكنهم، أخفقوا، هذا ببساطة يعني أن التلويح بعصا الحرب، لا يخيف أحداً، وإذا ما كانت الحماقة طريقهم، فلن يكون بمقدورهم حسم النهايات التي يتوقون إليها.
بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن