ثورة اون لاين – رفاه الدروبي:
ضمن فعاليات “ثقافتي هويتي” قدم المسرح التفاعلي عرض “بث مباشر” مضمونه عن مواقع التواصل الاجتماعي وهم مجموعة شباب وشابات يعرضون مواهبهم ويتعرضون للتنمر من شخص مريض نفسيا على منصة قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي بحمص.
وبعد عرض المقطع المسرحي دار نقاش مع الحضور من قبل مسؤولة المسرح التفاعلي أريج صالح لملتقى هارموني الثقافي حيث بينت أنهم قدموا قضية التنمر عن وسائل التواصل الاجتماعي من قبل فريق مؤلف من ثماني شبان وشابات معتبرة أن المسرح التفاعلي من الأدوات الهامة لتسليط الضوء على قضايا المجتمع التي تمكن شرائح المجتمع من التعبير عن ذاتها إضافة إلى قضايا المجتمع الهامة مبينة بأن فريق العمل تقوم على تدريبه منذ عام كامل.
وأدارت مسؤولة العرض أريج الحوار بين الحضور الذي امتد لمدة ساعة حول مجريات الأحداث في المسرحية القصيرة ورأيهم بما عرض عليهم والسلبيات في العلاقات وعلق جمهور الحضور بأن هناك انفصالا بين الواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وبأن الكثيرين بعد سنوات الحرب العجاف يحتاجون لمصحة نفسية مؤكدين بأن النقد بحد ذاته تنمر على الأشخاص ولكن عندما نوجه النقد على شخص واجه عاهة يتوجب علينا الانتباه في تصرفاتنا حول النقد له، فالشخص المعوق بأي اصابة كانت لم يشأ أن تصيبه لكن قدر الله وما شاء فعل منوهين إلى نظرة المجتمع وتعاطيه مع قضايا الشباب فوسائل التواصل تعكس شيئا من الواقع أو جزءا منه لافتين بأن هناك إمكانيات عالية للشباب و نقد الظواهر أمر في غاية الأهمية ولابد من يكون النقد لعدم التوجه للشخصنة أمر يسيء.
وآخرون قالوا: بأن العرض أثبت تصوير واقعنا وتوجيه النقد للغير وبأن كل ما يساعد الأشخاص من خلال تربيته يحمل لديه أساسيات لعدم التنمر والواجب يحتم عليهم الانتباه خلال حديثهم مع الآخرين ويتوجب على كل شخص معرفة حقوقه وواجباته كي نستطيع الوصول لحل مشكلة التنمر لافتين بأن مساحة الحرية محدودة فحريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين وبأن أكثر الناس لا يرون عيوبهم إلا في عيوب الآخرين، والكثيرون يختبؤون تحت أسماء مستعارة في وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه النقد اللاذع متناسين أنهم أساؤوا لأشخاص آخرين.
جمهور الحضور تابع بشغف حديثهم عن ضرورة التوجه إلى القيم والأخلاق النبيلة والحث على مكارم الأخلاق وعدم النيل من كرامة الآخرين تجاه أي فعل أو سلوك يقوم به أي شخص والحكم على مدى جمال الشخصية أو قباحتها، خاتمين حديثهم بضرورة إغلاق الباب في وجه من يقوم بالفعل ذاته والبحث عن الحلول تكون بتطوير النفس وتعليم الأولاد التواضع ووضع أنفسنا مكان الآخرين.
وضمن فعاليات اليوم الثاني لاحتفالية أيام الثقافة السورية في حمص عالم الآثار والمسرح الراقص حيث نظمت مديرية ثقافة حمص بالتعاون مع مديريتي الآثار والمتاحف والسياحة رحلة تاريخية لمجموعة من اليافعين إلى تل المشرفة الأثري لزيارة مملكة قطنا والتعرف على أهم المكتشفات الأثرية فيها.
رئيسة قسم الأطفال واليافعين في مديرية ثقافة حمص صبا وسوف أشارت إلى مشاركة 38 يافعا من الفئة العمرية بين 12 – 14 عاماً في رحلة للاطلاع والتعرف على تاريخنا وعراقة حضارتنا بصورة تبتعد عن النمط التدريسي التقليدي مؤكدة ضرورة تعريف الناشئة بأهمية الآثار وربط الماضي بالحاضر والمستقبل وخاصة التراث العمراني لحفظه وتناقله بين الأجيال.
من جهة أخرى بين حكمت عواد المشرف العلمي على موقع مملكة قطنا أن المملكة تتربع على مساحة تقارب 1100 دونم ويعود تاريخها للألف الثاني قبل الميلاد لافتاً إلى ما حققته البعثة الأثرية السورية عام 1992 المشكلة للتنقيب في الموقع وأهمية الكشف عن 90 بالمئة من القصر الملكي المؤلف من 82 غرفة والمبنى الإداري الملحق بالقصر ويعود لعام 1600 قبل الميلاد والمدافن الملكية وتعتبر اكتشافاً مهما حيث عثر فيها على 2000 قطعة أثرية من الفخار والرخام والذهب والأحجار الكريمة والغرانيت المصري إضافة إلى الكشف عن منشآت للتعدين وصناعة الفخاريات.
الدليلة السياحية المهندسة لونا طنوس بينت أهمية الرحلة لتعريف الناشئة على مملكة قطنا وعظمتها التاريخية وقدمها منذ عصر البرونز القديم لافتة بأنه تم تعريف اليافعين بالأسوار الدفاعية لحماية المملكة والقصر الملكي ويضم البئر المقدس والمدفن الملكي حيث وجدت فيه كؤوس دلت على علاقات المملكة مع ممالك مصر وماري وإيبلا وإلى العظمة التاريخية لمملكة قطنا والمستمدة من بقائها 5000 سنة صامدة رغم خلو أبنيتها من الحجر واقتصارها على اللبن والطين.