إنه كرسي الإرهاب، الذي يتم تداول الجلوس عليه بين رؤساء أميركا، وبعد أسابيع سنرى جو بايدن الأعرج وهو يرثه من دونالد ترامب الأهوج، وكلاهما الذاهب والقادم حافظ وسيحافظ على إرث الإرهاب والقتل والتدمير في العالم، وكلاهما نفذ وسينفذ أوامر معلميه من أقطاب الحكومة العميقة في واشنطن التي تملك النفط والمال والسلاح.
فأميركا بصقورها المزعومة وبحمائمها المزيفة، بجمهورييها الباحثين عن الحروب العدوانية التي تقهر الشعوب وتنهب ثرواتها وبديمقراطييها أصحاب نظريات الحروب الناعمة التي تقهر أيضاً الشعوب وتنهبها ولكن بطريقة ثانية، هي ذاتها أميركا المستمرة بدعم الكيان الصهيوني حتى النخاع، والمتسترة على جرائمه وإرهابه وعدوانه المتتالي ضد السوريين والفلسطينيين وشعوب المنطقة برمتها حتى التخمة.
ليست كلمات عبثية ولا هي مجرد تنبؤات أو تكهنات لا أساس لها، ولا هي محاولة لشيطنة كل من يسكن البيت الأبيض بغض النظر عن انتمائه وسلوكه، بل هي حقائق دامغة تؤكدها الشواهد والأدلة والوقائع بكل نفس يتنفسه حكام أميركا حيال أي تفصيل يلامس حقوق شعوب منطقتنا وأولها حقوق الشعب الفلسطيني، أو يحاول الاقتراب من الخطوط الحمراء الخاصة بدعم الكيان الإسرائيلي الغاصب، وكسب وده ورضاه.
جميعهم ماضون بتضليل العالم عن حقيقة الإرهاب الصهيوني والمقاومة العربية له، ومحاولة عكس اللوحة برمتها في أذهان الرأي العام الدولي، ولنا في (ذكرى تقسيم فلسطين) التي مرت منذ أيام خير شاهد، فالزعم على قدم وساق بأن الكيان الإسرائيلي يبحث عن التطبيع والأمن والاستقرار، لأنه بعقولهم المريضة حمامة سلام تطير فوق غابة من الإرهابيين والخارجين على القانون الدولي.
وهي المزاعم ذاتها التي مازالت أميركا تمضي بتسويقها والعمل على إيجاد حواملها في الإعلام والسياسة والدبلوماسية، وما محطات التطبيع المجاني التي فرضها ترامب على أدواته من العرب إلا الشاهد والدليل، وسيكون بايدن دون أدنى شك الخادم الأمين لهذه الحوامل، التي تنقذ الكيان الصهيوني الغاصب وتمد في عمره، فهو الذي أثبت أنه ذاك الحارس الأمين له منذ عقود.
ففي حين كان العالم كله يحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 تأكيداً على حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ولتذكير العالم بمأساته والظلم الذي تعرض له نتيجة قرار التقسيم وما تلاه من اعتداءات وحشية متواصلة من قبل الكيان الإسرائيلي، كانت أميركا تبحث عن فتح نوافذ جديدة لدعم هذا الكيان الغاصب، من تطبيع مجاني ومؤازرة للاستيطان والمضي بصفقة القرن التآمرية.
وقد شاهدها العالم خلال أربع سنوات وهي ماضية بمؤازرة من ترامب، ودون أي خجل أو تأنيب ضمير، بمسلسل استمرار نزيف دماء الفلسطينيين وقتلهم وتهجيرهم وتدمير حاضرهم ومستقبلهم ووجودهم، وهذا المشهد يسير عليه بايدن منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ومواقفه المخزية ضد الحقوق الفلسطينية عندما كان نائباً لأوباما تفضحه حتى أكثر من مواقف ترامب العدوانية والإرهابية، فلا يراهنن أحد على تبديل الطرابيش في البيت الأبيض، ولا على من يجلس على كرسي المكتب البيضاوي، ولا رهان إلا على المقاومة لمخططات أميركا وإسرائيل الاستعمارية، التي أوجعتهما كثيراً، وهزيمتهما في سورية الشاهد الحي.
من نبض الحدث- بقلم مدير التحرير- أحمد حمادة