الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله
مجدداً تظهر فرنسا النفاق الغربي حول القيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان التي يدّعيها بصور أكثر وضوحاً وشفافية ، وبما لا يمكن أن تعكر حقيقته هذه أي شائبة ، وما يجري من مظاهرات واحتجاجات شعبية ضد قانون الأمن الشامل هو المثال الحي الذي تعيشه فرنسا هذه الأيام ، وفيما تكشف حملة الاعتقالات التي نتجت عن تلك المظاهرات المناهضة لهذا القانون أن الغرب يعتاش على المعايير المزدوجة والكيل بأكثر من مكيال في تعامله مع شعوب الشرق ، ومع مواطنيه بشكل ينفصل كل منهما عن الآخر ، وفي تناقض واضح لا يمكن لغرباله أن يحجب شمس الحقيقة .
لقد عرَّى قانون الأمن الشامل النظام الفرنسي وحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون كما عرَّت معه الغرب بأجمعه ، وأكد أن السياسات الغربية لا تسمح بإبداء أي حرية أو تصوير أي حقائق ومشاهد مناهضة لها تؤكد بلطجيتها تجاه شعوبها إن حاولت الاعتراض على قوانين تضر بمصلحتهم .
هنا في فرنسا تتحول حرية التعبير عن الرأي وإبداء وجهات النظر إلى إرهاب وفوضى وإخلال بأمن البلاد ، وتعدٍ على القوانين والأنظمة ، وهو ما جرى مع الصحفيين الذي حاولوا توثيق حقائق التظاهرات ضد قانون الأمن الشامل وكيفية تعامل حكومة ماكرون معهم بكثير من العنف والإرهاب وأساليب البلطجة ، ومع الإرهابي المدعو أمير الحلبي سوري الجنسية المنتمي لمجموعة إرهابيي الخوذ البيض بعد أن هشمت الشرطة الفرنسية وجهه واعتقلته لأنه صور ما يحدث من احتجاجات شعبية هناك ، وكشف عن كذبة الحرية الإعلامية والصحفية من حيث يدري أو لا يدري ، ليتبين لمن لا يريد أن يرى الحقيقة أن الأداة تبقى أداة وغير مسموح لها تجاوز الحد الذي وضعه لها سيدها الغربي والفرنسي في بلاده ودياره وتجاه سياساته ، وأمير الحلبي هو أحد تلك الأدوات الإرهابية التي كانت تشارك بالتضليل الإعلامي والزيف والنفاق الذي اعتمده الغرب لمحاولة النيل من سورية عبر محاولة طمس الحقائق ، وبث مقاطع وصور ومشاهد مفبركة لخدمة الأجندات والأطماع الغربية في حربهم الإرهابية على سورية .
هذه الازدواجية التي تدور اليوم على أمير الحلبي وغيره من الأدوات ممن اعتمدتهم فرنسا وغيرها ضد سورية ظهرت ما بين الدفاع عنهم وتكريمهم بالأمس بجوائز عدة لتزييفهم الحقائق عن سورية ، وبين اعتقاله اليوم بعد بثه للحقيقة عما يجري في فرنسا والإرهاب الذي تستخدمه ضد مواطنيها .
كثيرة هي الأمثلة من المسرحيات والتمثيليات والتزوير الذي مارسته تلك الأدوات في سورية بدعم فرنسي وغطاء غربي بدءاً من أطفال دوما ومسرحيات الكيماوي إلى حلب وإدلب وغيرها لاتهام الجيش العربي السوري ، رغم الحقائق الدامغة التي تؤكد أن الإرهابيين المستقدمين والمدعومين من فرنسا وغيرهم من أدوات محلية ما هم إلا إرهابيون وفوضويون ، وهدفهم التخريب وزعزعة الاستقرار ، وأن مطالبهم ليست نظيفة وليست محقة كما حاولوا تغطيتها بشعارات زائفة ، وما التغاضي عن الحقائق التي قدمتها الحكومة السورية وحاولوا تجاهلها إلا مثال واضح على كيفية تعامل الغرب بعمى في سياسته ضد سورية أولاً ، ومع مواطني دوله ثانياً