الثورة أون لاين- علاء الدين محمد:
(الدجى يحتل سحابك … عزيزاً…. مدججاً… في موكب مهيب… يفتح نافذة للحنين … يقتلك البرد … وجحافل الصمت تجتاحك)
قصائد ونثريات تتقاذفها مشاعر الحنين والألم والمعاناة والخيبة كما الأمل…
فالحزن يلف بعضها، وغموض الأسرار الدفينة الكامنة في أعماق النفس تلف البعض الآخر … كما التوق إلى التحرر من ظلام النفس إلى معترك الحياة
مجموعة شعرية صادرة عن دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر للشاعر نائل عرنوس تحت عنوان “كهذا الليل لا أنتهي..!!”
أمل خجول ومبطن يتخلل كلماته .. وينثر وجدانياته كالعطر فوق حروفه، معبراً عن توق وحنين إلى المجهول تارة.. وإلى لقاء منتظر ونور قريب تارة أخرى .. (أنشد سحاباً…. بلون جديد … وعلى الضفة الأخرى … أفتح نافذةً للمطر .. خطتها يداي)
انتقى الشاعر عرنوس كلماته متخذاً الوصف والتشبيه صفةً غالبةً لمعظم نثرياته تلك .. فيقول (وفوق مرج حزنك الأخضر … في خصلةٍ من ليل … نسيت مرساة الشوق هناك … سافرت في كل فلاة… رتلت ما تيسر من شذاك).
لن يصعب على قارئ ديوانه هذا أن يلحظ كمية الألم والمعاناة والخيبة التي لا تكاد تخلو منها أي من قصائده بطريقةٍ أو بأخرى (كهذا الليل …. لا أنتهي … والأماني هاربات … يلفني ستار الحزن … أترنح في الدروب …. وعلى صفيح الصبر …. أتمدد)
عزة نفس وعشق للمجد وشموخ يأبى أن يذل .. اختصرها بقصيدته دمشق .. تلك المدينة الصامدة صمود الجبابرة والشامخة كالسنديان بالرغم مما عصف بها من ويلات (في دمشق …. تعلمنا كيف نلوي عنق الجراحات …ونصبر …وتعلمنا يا قاسيون ..أن الرجولة جدارية للعز ..وأكثر ..كالأشجار .. يمر بنا .. موكب الموت … حفاة .. عراة.. كسرناه ألفاً .. ولم نكسر)
وما لا يستطيع أي شاعر تخطيه هو خبز الجياع وآلام من لا حيلة لهم.. أطفال الوطن.. ومعاناة المحرومين والمتألمين والصابرين على الملمات في وطن جريح أحبه وتغنى به واعتز بانتمائه إليه وتألم لمصابه.. (وأنت تحدق في أعين الصغار …. يذبحك الرغيف .. والدم والبرد والتجريح … وريح تشد أزرها ريح .. تقتلع الديار .. فيغدو كل ما في الحرف …انكسار ..!!