الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
انطلاقاً من أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في بناء الإنسان جاء مشروع التشجيع على القراءة لتلك المرحلة هادفاً إلى تنمية قدرات الأطفال البصرية والصوتية والحركية والحسية وتشجيع الأطفال على الخلق والإبداع وتنمية خيالهم وحصيلتهم اللغوية، وتوّج هذا المشروع المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة ومديرية ثقافة الطفل في الاحتفالية الثامنة لليوم الوطني للتشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة تحت عنوان “كن سفيراً للقراءة أينما كنت” وذلك على مسرح مكتبة الأسد الوطنية وتحت رعاية وزارتي التربية والثقافة.
وزير التربية الدكتور دارم طباع نوّه بالخطوات التي تتخذها وزارة التربية في سبيل التشجيع على القراءة وتحدث عن أهمية فعاليات التشجيع على القراءة قائلاً: إن الحركة الثقافية بحد ذاتها تدل على حيوية المجتمع وهذا العمل كان بالتعاون بين وزارة التربية ووزارة الثقافة وهو عمل مميز لأنه تناول موضوع القراءة وللأسف اليوم كثير من أبناء الجيل الجديد يبدأ باستخدام التكنولوجيا ويعتقد أنها بديل عن القراءة التقليدية، ولكننا نحاول تشجيع أطفالنا ليعودوا إلى الكتاب والقراءة ولا سيما أن الكتاب يستعيد مجده من خلال نشر قصص للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والتعاون المثمر مع المؤسسات المختلفة التي دعمت طباعة هذا الكتاب وتقديمه بشكل مصور للأطفال.
بدورها وزيرة الثقافة لبانة مشوح حدثتنا عن هذه الفعالية بأنها رعاية مشتركة بين وزارة التربية ووزارة الثقافة لنتوج به أعمال عام كامل لجهد مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة للعناية وتنشيط ودعم القراءة للأطفال في سن الطفولة المبكرة.
وأضافت مشوح: هنا في وزارة الثقافة خطة استراتيجية لتدعيم وتنشيط ثقافة الطفل بما يخدم الوطن ومستقبل هؤلاء الأطفال لأنهم يستفيدون من ثقافتهم ويقوّمون سلوكهم وينشطون في مجتمع يكون أهلاً لهم يحتضنهم ويحتضن الأجيال القادمة.
مناهج ومعايير نموذجية
إذا ربينا الطفل على أن المكتبة حياة ومصدر غذاء هام لا يقل أهمية عن الطعام والشراب نما الطفل بكامل حيويته الذهنية والنفسية والفكرية وانعكس ذلك على بناء وطن معافى هذا ما بدأت به مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة كفاح حداد مضيفة أن الأطفال حصاد العمر والمستقبل الواعد والجيل الذي سوف يبني الوطن وبمقدار ما نبني في شخصية الطفل يبنى الوطن قوة وبجودة الفكر الذي نزرعه في ذهن الطفل ينمو ويترعرع ويتفاعل.
وذكرت حداد أن هناك مناهج تربوية ومعايير نموذجية يعمل المركز على تطبيقها للوصول إلى تحقيق أهداف مشروع التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة الذي بدأ عام 2013 حتى هذا العام حيث انطلقنا مع الأطفال والآباء والأمهات والمجتمع المحلي لنخلق آليات وأجواء داعمة للقراءة تُمكن أطفالنا من استخدام اللغة العربية الفصحى السهلة وتم دعم المشروع بالمكتبة المتنقلة وتوزيع القصص على أطفال الرياض في المحافظات ومبادرة مستقبل “طفل قارئ” التي نسعى من خلالها لتشجيع أولياء الأمور على شراء القصص واقتناءها في منازلهم وقراءتها لأطفالهم..
معرض “طفل قارئ”
مشروع طفل قارئ حدثتنا عنه المربية ميساء ضاحي من روضة المركز الإقليمي بأنه عبارة عن مشاريع بين الطفل والأهل ليكون هناك مشاركة من قبل الأسرة حيث نوزع ثلاث قصص لكل فئة عمرية وكل أسبوع تتبدل ليحكيها الأهل أو يصنعون منها مشروعاً فنياً والهدف منها تنمية موهبة الطفل وشخصيته، وهذا ما كان واضحاً في المعرض الرديف لتلك الفعالية والذي تجسدت فيه شخصيات قصص قصيرة كذلك اللوحات بدت مستوحاة من خبرات موجودة ضمن مناهج رياض الأطفال سواء خبرات علمية أم لغوية أم حياة عملية.
كما شارك في الاحتفالية أطفال من معهد صلح الوادي للموسيقا غنوا كما لم نسمع أطفالاً من قبل وأطفال آخرون شاركوا بإلقاء قصائد لامست شغاف القلب وهذا دليل على أن الطفولة في سورية تلقى كل الرعاية وأن ثقافة الطفل تلقى كل الاهتمام.
تكريم
وفي ختام الفعالية كان هناك تكريم للفائزين في مسابقة جائزة قصة الطفل في سن مبكرة وأيضاً تكريم أعضاء لجنة تحكيم الأعمال الأدبية المشاركة التي تحدث عنها المدير العام لهيئة الكتاب ثائر زين الدين قائلاً إن الجوائز الأدبية والفنية مهما علا شأنها ومهما كانت كبيرة مادياً أو معنوياً لا تخلق مبدعاً واحداً فالمبدع يولد وجينات الإبداع في دمه ولكي نكون موضوعيين علينا أن ننتبه أن الجوائز الوطنية قبل غيرها تلعب وتؤدي دوراً كبيراً وأحياناً باهراً في تقديم العون للمبدع وفي توجيه موهبته.
ويتابع زين الدين موضحاً أن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة قصة الطفل استقبلوا أربعاً وثلاثين قصة قصيرة مغفلة من أسماء أصحابها وقام السادة المحكمون بقراءة القصص ووضعوا تقويماتهم الخاصة ثم اجتمعوا معاً وناقشوا نتائجهم وخلصوا إلى اختيار النصوص لجودتها وجمالها ولا سيما حضور عنصر الخيال الخلاق عند المبدعين والقيم الجميلة التي تطرحها القصص بدون مباشرة.
وفي الختام يمكننا القول إن مدارك الأطفال معارفهم لا تكتمل ولا يحلق بهم الخيال إلا بالقراءة لأنها تمنح القدرة على التفكير وتنمي المهارات وتنقل الخبرات من طفل إلى آخر وتصقل المواهب الفطرية لتغدو أصيلة تنمو معه وتزداد ألقاً وإبداعاً.