الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
الإبداع الذي يتوجه إلى الطفل مسرحاً أو دراما تلفزيونية أو سينما، ﻻ بد من أن يكون له اللون الخاص والفضاء المتوهج، وأن يحمل السمة القادرة على أن تجذبه إليها، وتضعه بين تفاصيلها، كما يتوجب على ذاك الإبداع أن يتسم بالبساطة والوضوح، بالعمق والمباشرة، والثراء بالمعلومات، كما تشتمل عوالمه الدرامية آفاقاً تغنيه سلوكياً، وترشده إلى حلول المشاكل عبر سيرورة محاورها الدرامية، التي تحمل بين سطورها بنفس الوقت إشكالية استثنائية، يفترض أن تزخر معالجتها بالإشارة إلى مكامن الخطأ في جوانبها وأوجهها المتعددة، دون إغفال استحضار التجارب الإنسانيه التي تغني ذهن الطفل بالمعرفه على أنواعها…كل هذه المﻻمح حضرت عبر الفيلم الروائي القصير (جواد ) سيناريو وإخراج: أيهم عرسان، إنتاج المؤسسة العامة للسينما والذي تم الانتهاء من تصويره مؤخراً.
حول الفيلم وعوالمه والخصوصية الإبداعية للنص، الذي نال الجائزة الأولى في مسابقة السيناريو التي أقامتها مؤسسة السينما لسيناريو أفﻻم الأطفال تحدث الكاتب والمخرج (أيهم عرسان) قائﻻً:
فيلم (جواد) هو فيلم موجه للطفل والعائلة، يتحدث عما يشكل السند للطفل، وما يمنحه القوة والإحساس، بأنه ليس وحيداً ولا ضعيفاً، وعندما يشعر هذا الطفل، بأن هذا السند، ليس بالقوة التي يتخيلها، يتسلل الضعف إلى روحه… ثم تمضي أحداث العمل إلى محاور أخرى مختلفة.
وحول الخصوصية الإبداعية للأفﻻم التي تتجه للطفل تابع الكاتب (عرسان) قائﻻً:
ﻻ بد من التأكيد على أن للفيلم الموجه إلى الطفل سمات وخصائص تختص به، فهو يجب أن يبقى محتفظاً بروح الحكاية بشكل واضح، ولكن دون أن ينحو نحو التبسيط، البساطة مطلوبة ولكن التبسيط ليس كذلك، فالطفل أذكى بكثير مما يعتقده عموم الناس، وهو يطلب أن يعامل بطريقة تتناسب مع ذكائه وبديهته، ولذلك تعتبر مسألة الكتابة للطفل الأدبية منها أو السينمائية مهمة، ربما تكون أعقد من الكتابة للكبار، وباعتبار الطفل أصبح منفتحاً على طيف واسع من وسائل التلقي والمشاهدة، فإن إرضاء ذائقته الفنية، يصبح أصعب وأبعد منالاً، وهذا يتطلب جهداً خاصاً في محاولة مخاطبته كطفل ذكي، ولماح ذي ذائقة فنية عالية.
وعن عﻻقة الفيلم بالواقع أكد المخرج على ارتباطه المباشر بواقعنا فقال:
عالم الفيلم هو مستقى من الواقع المحلي في بلادنا.. وهذا – حسب اعتقادي – ما يمنحه الحيوية والضرورة، وهنا أنتهز الفرصة لأتوجه بالشكر إلى الفنانين الممثلين الذين شاركوا في الفيلم إيماناً منهم بأهمية سينما الطفل، وشغفاً منهم، وإحساساً بالمسؤولية تجاه هذا الجيل، الذي يشكل مستقبلنا جميعاً،
الفيلم مستقى من الواقع فهو في حكايته، وترسيم شخوصه، يقترب كثيراً من الواقع، وأعتقد أنه باقترابه هذا، يصبح حقيقياً وحميماً، ويجعل الطفل يشعر أن كل ما في الفيلم يشبهه ويتماهى معه.
حصل سيناريو فيلم (جواد ) على الجائزة الأولى في مسابقة السيناريو، التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما مشكورة، وهي مسابقة تتكون من شقين الواقع الراهن، والسيناريو الموجه للطفل، وهذا يندرج ضمن اهتمام المؤسسة بسينما الطفل، والعمل على تقديم أفلام، تسهم في تقديم محتوى سينمائي يشكل معادلاً منتجاً من خلال ثقافتنا، وخصوصية مجتمعنا كمقترح بديل عن الأفلام القادمة من ثقافات ومجتمعات أخرى، بعيدة عن قيم ومعايير مجتمعاتنا. الممثلون: الفنان محمد حداقي، روبين عيسى، الطفل سليمان الأحمد، محمود الويسي، عفراء زينو، زامل الزامل، نور خلف، علي ابراهيم، والطفلان حسن الكردي، شام المبيض.