هي انتفاضة الكرامة الجولانية وثبات الموقف الوطني المشرف الرافض لوجود الاحتلال ولمخططاته الاستيطانية التوسعية وأصالة الانتماء والتجذر بالأرض والتشبث بالهوية السورية التي يؤكدها يومياً أهلنا في الجولان المحتل في مقارعتهم لأعتى إرهاب صهيوني وذودهم عن أراضيهم التي يلهث العدو الصهيوني بسعار محموم لقضمها واستغلالها لمشاريعه عبر تركيب توربينات هوائية ضخمة تجثم على صدر أراضي أهلنا في الجولان السوري المحتل.
الصور القادمة من جولاننا الحبيب عدا أنها تجدد عهد الولاء للوطن والتمسك بعروة الانتماء الوثقى التي يستعصي لاحتلال غاشم أن ينال من متانة ارتباطها بالوطن، ويستعصي عليه رغم ممارسته لكل صنوف الترهيب ووسائل التضييق على أهلنا الجولانيبن فصل عرى الجولان عن عمقه السوري، فلإن هذه الصور المشرفة ترسل في مضامينها ومعانيها رسائل تحد وحزم إلى العدو الموغل في عدوانيته بأن الجولان لن يكون إلا عربياً سورياً، وأن مخططات تهويده أو سلخه هي أضغاث أوهام لن يكتب لها النجاح ولن ينال تحقيقها المحتل الغاصب.
يسابق العدو الصهيوني الزمن ويحاول القفز فوق ركام إخفاقاته باستغلال الوقت الاخير المتبقي من عمر الولاية الافتراضية لمحراك الشر الإرهابي في العالم ومنطقتنا على وجه الخصوص دونالد ترامب لتمرير مشروعاته الاستيطانية في الجولان السوري المحتل بعد أن حفرت عميقاً صفعات الهزائم على وجه إرهابه وأطبقت كماشة الميدان على تحركات أدواته الإرهابية على امتداد الجغرافيا السورية .
أحمق نتنياهو حين يطارد خيط دخان توسع احتلالي ويذهب في تهيؤاته المرضية حد الهذيان، مستطيلاً في أوهامه التي يقزمها ميدان الجولان، ملاحقاً سراب اعتراف أميركي باطل ولاغ قانونياً بالمواثيق والأعراف الدولية بضم الجولان الى السيادة الصهيونية، معتقداً أن الاعتراف الأميركي السافر يمنحه شرعية مفقودة لممارسة طقوس العربدة على أراضي الجولان المحتلة وأن صكوك الاعتراف الأميركي هذه التي لا تساوي- بحكم التاريخ ومتانة الجغرافية السورية وترابطها- ثمن الحبر الرخيص التي وقعت بها.
سيبقى الجولان مخرزاً في عيون الوهم الصهيوني وشوكة في حلوق متزعميه وستبقى إرادة الجولانيين أقوى من جبروت الاحتلال، وتمسكهم بهويتهم السورية منبع قوتهم ومقاومتهم وأساس عزتهم وبسالتهم، فشموخ مقاومة وتصدي الجولانيين لكل مخططات التهويد والضم والسلخ لن تطولها أعمال الترهيب والبلطجة الصهيونية، ولن يتمكن سكين العربدة الارهابية من قطع جسور ارتباطه بالخريطة السورية، فحقائق التاريخ غير قابلة للشطب والتزوير، والجولان سيبقى أرضاً سورية وفصل عراه المتينة عن وطنه الأم استحالة مهما أثارت (اسرائيل) عواصف ارهابها فيه.
حدث وتعليق – لميس عودة