الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
شرف المعنى وصحته في معلقة الأعشى، كتاب جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للكاتب الدكتور عبد الكريم محمد حسين.. يتناول الكتاب شرف المعنى بعلوه في فضاء النص أو لطفه وعمقه في بنيانه، ما يعني أن للشرف بعدين أحدهما فضاء النص المتكون حول كتلته والآخر في عمقه ببنيته.
ومعلوم أن المعاني تلطف كل ما ارتفعت عن المباشرة، فبلغت ما دون الخفاء في الفضاء، وتلطف حتى تكاد تخفى كلما بعدت في أعماقه على تشبيه النص الشعري بالبحر، وبعدت من الأنظار في الفضاء، فالمعاني يعبر عن علوها بالشرف في بعدها من الناظرين، وباللطف في خفائها عنهم. وشرف المعنى بمعلقة الأعشى وصحته بخلوه من العلل والأمراض العارضة عليه، فخطة المعالجة تتجلى ببيان علاقة شرف المعنى بعمود الشعر من جهة والبحث عنه في المعلقة دون العناصر الأخرى، على وضوح علاقته بتلك العناصر، إلا بالإشارة العجلى ليكون ذلك التمثيل توكيداً للاجتهاد من جهة بالقليل من غير استقصاء ، واستحضاراً للرؤية الكلية، لأن التحليل يفتت النص باختزاله لجهة من جهاته، لكن طول القصيدة يوجب التركيز على علو المعاني في صياغة مبانيها، وتواريها في أبنيتها وحركتها، التي تكاد تطل على متلقيها بشخوصها من وراء بنائها.
ويرى الكاتب أنه كلما أوغلت المباني في ستر المعاني بعلوها احتاج المتلقي إلى بصيرة العقل في إخراجها من مبانيها وامتزاجها بمعاني الأبنية نفسها في حركة تشبه حركة معنى المعنى، كما يراه عبد القاهر الجرجاني، وهناك آراء للعلماء القدامى في بعض معاني القصيدة اختلفوا فيها استحساناً أو استقباحاً، استجادة أو رداءة، ستنادي إلى مواضعها من معالجة معلقة الأعشى اللامية لتكون معيناً على إبراز مقاصد الكلام القريبة والبعيدة، يقف صاحب الدراسة الدكتور عبد الكريم محمد حسين عند صورة هريرة الإنسان توكيداً لإنسانية هريرة وإبعاداً لها عن الرمز أو الحلم أو الوهم وإيغالاً في واقعيتها..حاول الشاعر الوقوف على بيان جسمها من رأسها إلى قدميها مبرزاً صفاتها المحسة وصفاتها الملحوظة بالعقل والنظر معاً، مبيناً ملامح جسمها وحركتها.