فوق الموت …عصة قبر…! استطلاع “الثورة” حول ارتفاع أجور المعاينة الطبية بالعيادة (45%) الضمير المهني لدى الأطباء في تراجع، والدوافع الإنسانية لديهم تسجل غيابا واضحاً..
الثورة اون لاين – سعاد زاهر:
كادت أن تصبح زيارة منسية، غالبيتنا نتجنب الذهاب إلى عيادات الأطباء، وإن استمرت الأجور بالارتفاع ستصبح زيارة تراثية، إلا للمجبرين…!
التبريرات التي نراها من مختلف الأطراف المعنية لرفع تسعيرة أجور الأطباء، هل يمكن قبولها، في ظل تدني الأجور، وارتفاع الأسعار، وغياب تأمين طبي يشمل كل شرائح المجتمع…؟!
استطلاع الثورة لهذا الاسبوع اختار موضوعه..ارتفاع أجور المعاينة الطبية…السؤال مع نسبه على الشكل التالي:
لماذا برأيك يتقاضى الأطباء أجرا مرتفعا وغير منضبط عن المعاينة بالعيادة؟
• الطبيب بات يستخف بنقابته التي تحدد قيمة المعاينة 6%
• عقوبة التجاوز على التسعيرة المعلنة للأجر غير رادعة 9%
• الأجر المحدد للطبيب لا يتناسب مع الخدمة التي يقدمها 10%
• الضمير المهني لدى الأطباء في تراجع، والدوافع الإنسانية لديهم تسجل غيابا واضحا.. 45%
• انخفاض قيمة الليرة أجبر الطبيب على ذلك ليحافظ على مستوى دخله الذي تدنى 30%
الضمير المهني…
أعلى نسبة في استطلاعنا نالها بند (الضمير المهني لدى الأطباء في تراجع، والدوافع الإنسانية لديهم تسجل غياباً واضحاً..) بنسبة 45%
حين يكون رأي الناس الذين اشتركوا بالاستطلاع والذي بلغ عددهم (437) مشاركاً أن المشكلة لها علاقة بأخلاقيات المهنة وضميرها، فهي مشكلة كبرى، لأنه لا يمكن ضبطها كلياً في غياب البعد الإنساني الرادع الذاتي في التعاطي بين المريض وطبيبه، هو الأساس، فحين يدخل المريض إلى العيادة، وفي ظل غياب ثقافة الشكوى بحق، ولقناعة تتمثل أن من سيتم التوجه إليهم لن تؤخذ شكواه بعين الاعتبار خاصة أن المرضى في ذهابهم إلى الطبيب ليست أولويتهم تقييم مستوى الزيارة والفحص الطبي، وطريقة تعاطي الطبيب بل التخلص من أوجاعهم..!
ومن هنا لم يكن مفاجئاً أن ينال بند (الأجر المحدد للطبيب لا يتناسب مع الخدمة التي يقدمها نسبة متدنية حيث بلغت (10%)
بضعة جمل مقتضبة، ووصفة طبية، هذه الزيارة الأبسط ومع ذلك سعر الكشف لابد منه،
أيا كان نوع الزيارة وغايتها، وسواء تطلبت تحاليل وصورا وأشعة أو عارضا صحيا بسيطا ، التسعيرة واحدة..
وبالطبع انخفضت الزيارات البسيطة الى حدها الأدنى ..والمشكلة تتفاقم في ظل تهرب الأطباء من الأخذ بجدية التأمين الصحي، رغم قبولهم التعاقد مع الشركات !
لماذا تغيب الجهات المعنية..؟
وإذا كان لا يعول على التزام بعض الأطباء المهني والأخلاقي، فلابد من القوانين الرادعة لأنها هي التي تحمي المرضى..فيما يتعلق بهذا الجانب أيضا طرحنا محورين:
* الطبيب بات يستخف بنقابته التي تحدد قيمة المعاينة 6%
* عقوبة التجاوز على التسعيرة المعلنة للأجر غير رادعة 9%
من الواضح من عدد الأصوات عدم قناعة المشاركين بكلا البندين، لأنهم يعتبرون الطبيب والنقابة في خندق واحد لمواجهة المرضى الذين لا تشفع لهم معاناتهم، ولا الظروف القاسية التي نعيشها…حتى يبدو الحل الأمثل بيد القدر بعيدا عن أبواب العيادات التي بالطبع ليس أولها ولا آخرها التسعيرة العالية، بل الانتظار ومشقة إجراء كل تلك التحاليل واستنزاف جيب المريض …
وماذا عن حياته..؟!
ارتفاع أسعار المواد، وتدني القيمة الشرائية لليرة، باتت السبب الرئيسي في التردي الاقتصادي الذي نعيشه، دون الدخول في الأسباب الأساسية من حرب وحصار…التي أدت إلى ما نعيشه اليوم، إذا هو هم يلامس الجميع بلا استثناء ، ولكن البعض يتملص من الوضع الاقتصادي حسب امكانياته، وإذا كان المواطن العادي غالبا لا يتمكن من تحسين دخله، فهل يجوز أن يحسن الطبيب دخله أساسا على حساب هذا المواطن المنهك…
في مقاربة لهذا المحور طرحنا البند التالي: (انخفاض قيمة الليرة أجبر الطبيب على ذلك ليحافظ على مستوى دخله الذي تدنى) وبلغت نسبة المصوتين( 30%)
أخيرا…
في استطلاعات الرأي التي نقوم بها نحاول عبرها مقاربة أوجاع بشر هدتهم الحرب ومكائدها التي لا تنتهي…وإذا كانت الحروب والأزمات تفرز أسوأ ما في البشر…خاصة في ظل عدم تمكن الجهات المعنية لأسباب عديدة… الإمساك بكل المقومات التي يمكنها أن تشد المهن وأصحابها نحو طريق يرضي كل الأطراف بلا خسائر.
ولكن فيما يتعلق بمهنة الطب حين تكون المقايضة مع حياة وصحة ووجع المرضى فهنا لابد أن يكون للحديث وكشف العيوب وقع وحساب آخر…!