“كورونا” في زمن الاستهتار وغياب الوعي .. هل نمضي نحو الهاوية ؟ وزارة الصحة: اتخذنا كل الإجراءات لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة المواطنون: الوباء ضاع بين الأعباء وهموم المعيشة

الثورة أون لاين – تحقيق فردوس دياب:

تشدنا جائحة كورونا بعيدا نحو أعماق الخوف والتوتر والمجهول الذي قد يلتهمنا وينهشنا بأنيابه المفترسة، بعد أن رمينا أنفسنا بجهلنا واستهتارنا إلى داخل أعماقه دون أدنى مسؤولية بحجم الخطر الذي يتهددنا جميعاً.
وفيما يستمر (عداد) كورونا بالارتفاع المضطرد معلنا تسجيل عشرات الإصابات يومياً بحسب أرقام وزارة الصحة، تزداد بالمقابل ضبابية وقتامة الصورة في ظل مواصلة الأخيرة توجيه النصائح والتحذيرات والإرشادات ودعوة المواطنين للالتزام بإجراءات الوقاية والحذر، وكأن هذا هو الحل الوحيد والأخير لمواجهة الفيروس، في وقت لا تزال فيه مدارسنا وجامعاتنا وعموم وسائل النقل الجماعية الخاصة والعامة خارج سياق الواقع تماماً، حيث يفرض الزحام المفرط والتجاهل المخيف نفسه ككابوس مرعب يكشر عن أنيابه ويلقي بظلاله السوداء فوق رؤوس الجميع.

التجاهل والاستهتار بخطورة الوضع من قبل العديد من المواطنين من جهة، والغموض من قبل المعنيين بالأمر من جهة أخرى، بات سيد الموقف وأصبح انعكاسا لكل ما يجري على أرض الواقع على عكس كل الدول التي ضربتها جائحة كورونا والتي لا تزال تتخذ أقصى درجات الوقاية والحماية لجهة ضبط وسائل النقل والمدارس والجامعات والأسواق والأفران ولو بحدودها الدنيا ، لاسيما فيما يتعلق بفرض ارتداء الكمامة في تلك الأماكن وهذا ما نفتقده نحن حتى في أخطر الأماكن الناقلة للعدوى كالمدارس والجامعات والأسواق وحتى المشافي !!؟.

الصورة تبوح بالحقيقة ..
الصورة على الواقع واضحة ودقيقة ولا تحتاج إلى عدسات مكبرة لرؤيتها، لكننا ورغم ذلك نزلنا إلى الشارع والتقينا عددا من المواطنين لمحاولة معرفة بعضاً من الجوانب الخفية للأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا التجاهل والاستهتار والتي من شأنها أن تفك طلاسم المشهد وتزيل الغباشة ولو قليلاً عن أعيننا.
السيد عباس الحموي قال: إن السبب الرئيس وراء عدم ارتدائه الكمامة هو أن معظم الناس لم تعد ترتدي كمامة وبأن الفيروس بحسب رأيه قد فقد خطورته بعكس المراحل الأولى من انتشاره، أما السيد عيسى البديوي فأوضح بدوره أن سبب غياب الوعي الجماعي هو الأوضاع المعيشية الصعبة للناس والتي بدلت أولوياتهم وجعلت آخر همومهم التقيد بإجراءات الوقاية والسلامة.

الخطر داخل المدارس ..
بدروه برر السيد أنس كركلي (موظف بمعمل بلاستيك) عدم ارتدائه الكمامة بالقول: إن الإصابات بفيروس كورونا محصورة فقط بكبار السن وأن الإصابات في شريحة الشباب هي قليلة جدا ، أما السيدة أم علي (ربة منزل) فقالت: إن سبب عدم ارتدائها الكمامة هو عدم قناعتها بأنها تقي من الفيروس ، مضيفة أن إجراءات الوقاية التي تقوم بها لمواجهة كورونا تتمثل ببلعها كل صباح فص ثوم وهذا ما يرفع ويزيد مناعتها، أما الطالب أحمد القديمي (صف حادي عشر) فقال بدوره إنه لا يرتدي الكمامة لأنه لا أحد في المدرسة يضع الكمامة حتى في الشارع فإنه من النادر أن يشاهد أحداً يرتدي الكمامة فلماذا يضعها والكل غير مبال فيها ولا بالتقيد بأي من الإجراءات الصحية والوقائية، وكذلك كان رأي التلاميذ ريان وقصي وسلمان ونور وعبير وحسن وعماد ومحمود، حيث أخبرونا بأنهم قد نسوا أن هناك وباء اسمه كورونا وأن أهلهم أصلاً لا يطلبون منهم أن يرتدوا الكمامة ولا أن يلتزموا بأي من إجراءات الوقاية في المدرسة.

لا توجد قرارات ملزمة للتلاميذ بارتداء الكمامة ..
من جانبها قالت حنين نصر( مديرة مدرسة) أنه ليس هناك قرار من وزارة التربية بإجبار التلاميذ على ارتداء الكمامة وهذا هو السبب الرئيس وراء هذا الاستهتار وعدم ارتداء معظم التلاميذ للكمامة برغم خطورتها الكبيرة على الكادر التدريس وعلى الأهل أيضا، مضيفة أن معظم المعلمات وهي منهن لا ترتدي الكمامة لأنه بحسب رأيها ثقافة الجماعة تفرض رأيها على الجميع.

من جانبه قال السيد خليل العامر (محل ألبسة) أنا لا أرتدي الكمامة لأنها تعيق عملي ولا أستطيع التحدث مع الزبائن والتواصل معهم فعملي غير لائق فيه وانا أضع الكمامة!!؟.

لا أحد يموت ناقص عمره ..

من جهته قال السيد حسام الجاسم (أبو جاسم وهو سائق باص عمومي ) إنه لا يرتدي الكمامة لأنه بحسب رأيه لا أحد يموت وهو ناقص عمر، لذلك يتعامل مع الأمر وكأنه غير موجود لاسيما وأنه على تواصل دائم مع الركاب ولساعات طويلة وبالتالي فهو الأكثر عرضة للإصابة من غيره.
ومن وسط الزحام والركام داخل الباص الذي يقوده أبو جاسم، كانت الصورة موجعة ومحزنة، بل وصادمة أيضاً حيث لا أحد من الركاب يرتدي الكمامة إلا القليل منهم وهذا بالمناسبة حال معظم وسائل النقل العامة والخاصة، وقد أخبرنا الكثير من ركاب الباص أن كورونا أصبح أخر همومهم ومخاوفهم فأعباء الحياة وهموم المعيشة أكبر منهذه الأمور التي اعتبروها صغيرة بالرغم من أنها تهدد حياتنا جميعا!؟.

بالمحصلة فإن معظم من التقيناهم من المواطنين أجمعوا أن السبب الرئيس لعدم تقيدهم بالنصائح والتوجيهات الصحية لمواجهة الفايروس هي الهموم المعيشية والحالة الاجتماعية الصعبة التي أنستهم الوباء، فالحصول على ربطة خبز بحسب ما أخبرنا به الكثيرين بات همهم الأول والأساسي وليس ارتداء الكمامة.

وزارة الصحة : عدد الإصابات تضاعف بشكل ملحوظ.
الدكتور توفيق حسابا مدير الجاهزية والاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة أوضح أنهناك ازديادا واضحا بعدد الإصابات بفايروس كورونا خلال الشهر الماضي، حيث كانت بالأشهر السابقة ما بين الثلاثين إلى الأربعين إصابة يوميا، أما الآن فإن الإصابات باتت تتراوح ما بين 80 إلى 90 إصابة يومياً، حيث تضاعفت ثلاث مرات عما قبل، مضيفاً أن هذه الأرقام المعلن عنها من قبل وزارة الصحة هي فقط للأشخاص الذين أجريت لهم مسحات، بينما هناك إصابات لا يمكن لأحد التكهن بأعدادها لأنه لم يجر لها مسحات من قبل الوزارة ولأن كثيرا من المصابين بكورونا تلقوا العلاج بالمنزل، أو في عيادات الأطباء، أو اكتفوا بأخذ الأدوية والمضادات من الصيدليات.

خطط للطوارئ ..

وأكد حساما أن جميع المشافي معنية باستقبال مرضى الكورونا وهناك خطة طوارئ ضمن كل مشفى تقضي بإضافة أسرّة جديدة، أو افتتاح شعب جديدة عند الحاجة لذلك ، موضحا أن جميع غرف العناية المركزة في المشافي التابعة لوزارة الصحة ممتلئة تقريبا بمرضى الجائحة، إلا أن هناك عددا قليلا من المصابين يحتاجون الى جهاز التهوية الآلية (منفسة).

وقال حساما إن وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر حصلت على 600 جهاز cpep ، تم توزيعهم على كافة المشافي، وهذه الأجهزة من شأنها مساعدة المرضى في الاستغناء عن المنفسة.
الوضع في المدارس تحت المراقبة ..

وعن القرارات والإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة للتصدي لفايروس كورونا، بين مدير الجاهزية والإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة: أن وزارة الصحة أصدرت عدة توصيات ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لفايرس كورونا وقامت بتوزيعها على كافة وزارات الدولة، لكن الكثيرين لم يلتزموا بها ولم يقوموا بتطبيقها، مؤكدا أن وزارة الصحة ليست هي الجهة المسؤولة عن تطبيق تلك القرارات.
وعن الوضع في المدارس والجامعات بين الدكتور حساما: أن هناك فريقا حكوميا يقيم ويراقب عن كثب وضع المدارس أسبوعيا، موضحاً أن عدد الإصابات بين التلاميذ والطلاب لا تتجاوز 5% ، وهذه الأعداد لا تقضي بإغلاق المدارس بالكامل ، بل التعامل مع كل حالة لوحدها وقد تم إغلاق شعب مدرسية في بعض المدارس.

العوا : الوضع مطمئن برغم خطورته ..!؟

الدكتور نبوغ العوا عميد كلية الطب البشري سابقا وعضو الفريق الاستشاري لمواجهة فايروس كورونا قال: إن الوضع مطمئن إلى حد ما وضمن السيطرة الجزئية، لكن هذا لا يلغي الخطورة القائمة التي تتزايد مع عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية و السلامة وخاصة ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين والتباعد المكاني.
وعن البروتوكول العلاجي المتبع لمرضى لكورونا في المشافي، أكد الدكتور العوا أن الأدوية المستخدمة في العلاج هي الزايترومايسين ومضادات الملاريا، مضيفا أن هذه الأدوية أيضاً لم تعد فعالة حالياً بحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية مؤخراً التي أكدت أن هذه الأدوية لها تأثيرات سلبية وجانبية، حتى الدواء التي روجت له منظمة الصحة العالمية واكتشفته منذ فترة وهو (رامديسير) تم إيقافه ومنعت استخدامه.

أعراض جديدة للفايروس ..

وعن أسباب عدم ارتفاع أعداد المصابين بشكل كبير، بين العوا أن ذلك يعود الى أن معظم الاصابات هي متوسطة ولا تحتاج إلى مشاف بل يمكن علاجها في المنزل وتشفى بعد 15 او 20 يوما، كما أن هناك حالات تتطور للأسوأ حسب مناعة كل انسان.

كما أكد الدكتور العوا أن هناك اعراضاً جديدة لفايروس تتمثل باشتمام المريض رائحة كريهة جدا هي غير موجودة أصلاً، وهناك أعراض شاعت بين تلاميذ المدارس منها التهاب أذن وسطى حاد.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة