الثورة أون لاين_ باسل معلا:
حال الواقع المعيشي للسوريين اليوم ليس بخير، وهو مع مرور الأيام يصبح أشد قسوة وصعوبة مع غياب أي حلول واعدة… فالمحروقات اللازمة للتدفئة ليست مؤمنة حتى اللحظة، على الرغم من قرب انتهاء أول شهر من أشهر فصل الشتاء، وبالمقارنة مع العام الماضي كانت كميات الوقود المخصصة للتدفئة قد وزعت منذ نهاية فصل الصيف تفادياً لما نشهده اليوم من مشهد بارد يواجه الجميع.
أيّ خيار ترك للمواطن في ظل غياب المحروقات وتراجع واقع الكهرباء لدرجة لم نشهدها من قبل، كلنا يعي أن هناك أعداداً كبيرة لا تتنعم بأي وسيلة من وسائل التدفئة بالحد الطبيعي المطلوب أو الكافي، في الوقت الذي بدأت فيه الموجة الأكبر من انتشار الإصابات بفيروس كورونا تطول جميع المحافظات، وهو أمر منطقي في ظل ما نحن فيه والغذاء الصحي والدواء عزّ ثمنه عن الناس.
على الرغم من صعوبة المشهد، إلا أن الثقة بالدولة مازالت قائمة، ويجب تعزيزها لا الإساءة لها، فالدولة التي واجهت جميع سيناريوهات الحرب والموت التي كانت تستهدف السوريين قادرة على أن تواجه وتنتصر على السيناريو الأسوأ وربما الأخير، وكما قيل في الماضي الشجاعة صبر ساعة، ولكن على الجهات المعنية تأمين الحاجات الأساسية للسوريين وألا تتقاعس أو تتأخر في تقديم واجباتها تجاهنا جميعاً، فهذا دورها ومن يجد نفسه غير قادر على أن يقدم ما يجب عليه فليعتذر ويغادر.. أمامنا الكثير من العمل والتحديات التي ينبغي التصدي لها.