في ذكرى قرار الضم المشؤوم.. الجولان عربي سوري وسيبقى

الثورة أون لاين- فؤاد الوادي:
هو يقين السوريين الذي لا يتغير ولا يتبدل مهما اشتدت الظروف والمحن، ومهما استشرس الأعداء في إرهابهم وغيهم وطغيانهم، هو يقين السوريين وإيمانهم المطلق بإرادتهم وقدرتهم على تحرير أرضهم المحتلة واستعادتها إلى أحضان الوطن في التوقيت واللحظة التي يرونها مناسبة بعد أن أثبتوا للعالم أجمع صلابة إرادتهم وقدرتهم العالية على الصمود والمواجهة والتحدي ودحر وسحق الأعداء.
قرار الضم المشؤوم هو مجرد وريقة ساقطة ولا قيمة لها، هبت عليها رياح صمود أهلنا في الجولان المحتل الذين أصروا على الرفض المطلق لقرار الاحتلال الإسرائيلي، وفرض الهوية الإسرائيلية عليهم حيث قابلوا هذا الإجراء الباطل من كيان مصطنع ومحتل لأراض عربية بالمقاومة والمظاهرات العارمة التي عمت جميع قرى وبلدات الجولان.
تلك المظاهرات التي بلغت ذروتها عندما أصدر وزير داخلية الكيان الصهيوني قراراً يقضي بتوزيع الهوية ( الإسرائيليّة ) على أهالي الجولان الأبطال الذين هبوا رفضاً ومواجهةً لعسف الاحتلال وقراراته الجائرة، وأعلنوا على إثر ذلك إضراباً مفتوحاً انتهى بمؤتمر عقدوه في بلدة (مجدل شمس ) حضره ما يزيد على 1300 من أهلنا الصامدين من قرى مسعدة ومجدل شمس وعين قنيا وبقعاتا أصدروا فيه بياناً إلى الرأي العام العالمي سمي بـ( الوثيقة الوطنيّة ) أكّدوا فيها تمسّكهم بعروبتهم وتاريخهم ، ورفضهم الاندماج مع الكيان الصهيوني، وأكّدوا أنّ الجولان جزء لا يتجزّأ من الوطن الأم سورية العربية، وأنّهم لن يتخلّوا عن الجنسيّة العربية السورية مهما كانت الضغوطات، ومهما بلغت التضحيات ومهما طال الزمن، وأن الجنسية العربية السورية صفة ملازمة لهم ولا تزول وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وأن أرضهم هي ملكية مقدسة لأبناء مجتمعنا السوريين، وكل مواطن تسول له نفسه أن يبيع أو يتنازل أو يتخلى عن شبر منها للمحتلين الإسرائيليين يقترف جريمة كبرى بحق مجتمعنا وخيانة وطنية لا تغتفر.‏
كما أعلنوا في الوثيقة عدم الاعتراف بالمجالس المحلية، لأن الحاكم العسكري الإسرائيلي هو الذي عينه ويتلقى تعليماته منه، واعتبروا أن رؤساء وأعضاء هذه المجالس لا يمثلوهم بأي حال من الأحوال، وقرروا بحزم أن كل من يتجنس بالجنسية الإسرائيلية أو يخرج عن مضمون تلك الوثيقة يكون منبوذاً ومطروداً من ترابطهم الاجتماعي ويحرم التعامل معه أو مشاركته أفراحه وأحزانه إلى أن يعترف بذنبه ويرجع عن خطأه ويطلب السماح من مجتمعه ويستعيد اعتباره وجنسيته الحقيقية.‏
وحدثت مواجهات وصدامات مع قوات المحتل في القرى السورية المحتلة المحاصرة وقطعت المياه والكهرباء ومنع التموين الغذائي عن سكان القرى وعاش أهلها حصارا استمر أربعين يومياً حرموا فيها من التنقل بين القرى أو التجمهر أو التجمع في الساحات العامة ومنع وصول المعونات الغذائية من عرب فلسطين الذين هبوا لنجدة أهلهم في الجولان المحتل، وحاولوا مراراً تحدي الحصار والوصول إلى القرى الأربع المعزولة تماماً عن العالم الخارجي ولكن سلطات الاحتلال شددت قبضتها بهدف كسر إرادة المواطنين العزل المؤمنين بصدقية مطالبهم وحتمية انتصارهم وزوال الظلم عنهم.. ثم أرسلت سلطات الاحتلال موظفين من وزارة الداخلية الصهيونية لاستعادة بطاقات الهوية التي سلمت لعدد من سكان الجولان ولكن عملت على منع جمع شمل الأسر السورية وعودتها إلى الجولان المحتل في انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.‏
سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي فاجأتها شجاعة أهالي الجولان ورفضهم المطلق لقراراتها لم تترك بدورها طريقة و لا وسيلة إجرامية إلا اتبعتها لجعل قرار الضم أمرا واقعا، حيث توحشت بإجراءاتها وممارساتها القمعية والإرهابية بحق أبنائنا في الجولان، بالتزامن مع محاولاتها تغيير معالم المدينة الجغرافية والتاريخية، من خلال عمليات الهدم الممنهجة للقرى العربية بعد طرد أهلها وسكانها منها، وإقامة المستوطنات اليهودية مكانها واستبدال أسمائها العربية بأخرى عبرية، كل ذلك تم بالتزامن مع استبدال مناهج التدريس السورية وفصل المعلمين وإقالتهم من سلك التدريس، وإعلان كل مناطق الجولان المحتل مناطق تحت وصاية الحكم العسكري، هذا بالإضافة إلى مطاردة وملاحقة الوطنيين، ومصادرة المياه والأراضي والمرافق الاقتصادية الصغيرة التي يملكها السكان، بحجة أنها أملاك للغائبين الذين تم طردهم بقوة السلاح عن ديارهم، وكذلك منع قيام جمعيات أهلية ونواد محلية، فيما تم فرض نوادي لما يسمى “الهستدروت” في محاولة لتنظيم السكان، ودمجهم في المؤسسات الصهيونية، وهو الأمر الذي حول الجولان بأكمله إلى سجن مغلق، حيث نقلت سلطات الاحتلال أعداداً كبيرة من أبنائه إلى داخل السجون الإسرائيلية وأصدرت أحكاماً بحقهم بتهمة التحريض ضد الأمن، لكن ذلك لم يغير في واقع الأمر شيئا لجهة ثبات أهالي الجولان المحتل وصمودهم ضد إرهاب الاحتلال وممارساته.‏

لوطن الأم سورية كان له الدور الأبرز والأكبر في مقاومة ومواجهة و رفض القرار الإسرائيلي على كافة الأصعدة والمستويات السياسية والشعبية والعالمية، حيث أثارت الحكومة السورية هذا القرار الجائر على كافة المنابر السياسية والإعلامية المحلية منها والعربية والعالمية وصولا نحو بلورة رأي عام عالمي رسمي وشعبي رافض بشكل قاطع لهذا القرار، وهذا ما يدفعنا للقول إن الإرهاب الذي اجتاح الوطن منذ نحو عشرة سنوات ليس في أبعاده إلا فصل من فصول وحلقات التآمر الصهيوني التي يراد منها الانتقام من الدولة السورية وتدميرها وتقسميها والسيطرة على إرادتها وقرارها وسيادتها، وسلبها مقدراتها وثرواتها، وصولا نحو إسكات صوتها المطالب بحقوقها وأراضيها المغتصبة والسليبة وكذلك الحقوق والقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
الجولان المحتل سوري وسيبقى سورياً مهما طال الزمن ومهما تطاول أعداء الوطن والشعب، وهذه القضية محسومة بالنسبة للسوريين لأنها بمثابة القلب من الجسد.

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة و"إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً