د.المبارك : اللغة حكاية التاريخ على اللسان

الثورة أون لاين – عمار النعمة:

اللغة صفة للأمة في الفرد ، وآية الانتساب إلى القوم ، وحكاية التاريخ على اللسان ، فمن أضاع لغته فقد تاه عن أمته ، وفقد نسبه ، وأضاع تاريخه .. بهذه العبارات قدم د.مازن المبارك رئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي كتابه (مقالات في العربية) الصادر عن دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع .
حيث تضمن الكتاب عدداً من المقالات التي تم نشرها سابقاً في مجلات وصحف مختلفة ، ثم قام الكاتب بجمعها في كتاب تحت عنوان (مقالات في العربية) … نذكر البعض منها : (تعلموا العربية فإنها من دينكم – تدريس اللغة العربية في الجامعة – البلاغة وتذوق النص الأدبي – قواعد الإملاء عند القدماء والمحدثين – اللغة أم العلوم …الخ ) .
وفي بحثه الذي جاء بعنوان (اللغة أم العلوم) تحدث د.المبارك أن المتتبع لنشأة علماء المسلمين ومراحل تعلمهم يدرك أنه كانت لهم أصول راسخة يتبعونها في التنشئة العلمية أو مانسميه اليوم بالتربية والتعليم ، وأنه كان من اكد تلك الأصول أن يتقن المتعلم كتاب الله وما يتصل به أو يتطلبه ذلك الإتقان من علوم القرآن وعلوم العربية ، فما من عالم في القراءات أو التفسير أو الفقه إلا هو عالم باللغة ونحوها ودلالات ألفاظها وأساليب العرب في التعبير بها ، وما من مختص في علم من العلوم إلا هو متقن لأصول ثقافية عامة تلقنه مبادئ علوم تخدم عقيدته واختصاصه أياً كان ذلك الاختصاص ، وما من مفسر أو فقيه أو مؤرخ إلا وقد أتقن قبل أن يسلك طريق اختصاصه ويبرع فيه – العلوم التي تخدم اختصاصه وتؤهله للبراعة فيه ، ومن أبرز تلك العلوم علوم اللغة العربية التي سماها علماؤنا (علوم الآلة) لإدراكهم أنها آلة علومهم ، إذ بها يفهمون علومهم ، وبها يعبرون عنها ويؤلفون فيها ، وإذا كان الاختصاص العلمي مادة أو فكراً فإن اللغة العربية بألفاظها وقواعدها وأساليبها هي المظهر أو الصورة التي تتجلى فيها تلك المادة أو ذلك الفكر ، وكلما كانت لغة العالم أغزر لفظاً وأدق استعمالاً وأوضح تعبيراً وكلما كان العالم أكثر دربة في معرفة أساليب اللغة وأكثر تمرساً ودراية بنصوصها ، كان أكثر غوصاً على حقائق علمه وأدق فهماً لمسائله ، وأكثر مهارة في التأليف به وبراعة في عرض مسائله ، ولما كانت اللغة هي الطريق إلى الفهم وبألفاظها أنزل الوحي وبأساليبها عُرض الوعد والوعيد ، وبكلماتها صوّر النعيم والجحيم ، وصيغت الحدود والأحكام ، وبها نطق النبي صلى الله عليه وسلم فكم أضل الضعف بها أقواماً فزاغ منهم الفهم ، وانحرفت العقيدة ، وفسد الحكم ، حيث قال ابن فارس “من قصر علمه عن معرفة اللغة غولط فغلط” .
ولما كانت العربية هي المدخل إلى فهم القرآن وعلوم الشريعة فقد كانت معرفتها واجبة لأن ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب كما قال ابن تيمية.
ويضيف د.المبارك عن أثر اللغة وإتقانها في خدمة المثقف والباحث أياً كان اختصاصه ، فيقول: إن اللغة من بين سائر العلوم متميزة بأنها مزدوجة المنفعة أو ثنائية الغاية ، لأنها بالإضافة إلى أنها علم بذاتها وسيلة الاكتساب غيرها من المعارف والعلوم ، وتظهر هذه الميزة للغة العربية حين يكون البحث العلمي متصلاً بالمصادر التراثية التي صاغها أصحابها بتعبيرات لغوية وأساليب أصلية لايدرك بعدها إلا من حظي من العربية بنصيب وافر ، كما تظهر هذه الميزة أيضاً في كثير مما نقرأ من مؤلفات وبحوث وقراءات معاصرة في الدين والفلسفة والتاريخ وتراجم الرجال وغيرها من الموضوعات ، وما نرى فيها من نقص أو تقصير أو خطأ كان سببه سوء الفهم اللغوي وقلّة بضاعة الباحث من اللغة ، وعدم معرفته لأساليب العرب في التعبير ، أو خطته في إدراك مدلولات الألفاظ .
وفي الختام رأى المبارك أن اللغة وسيلة إلى الفهم الصحيح في كل موضوع من الموضوعات أياً كان العلم الذي ينتسب إليه ، وإنها الأداة التي لايستغني عنها المثقف أياً كان اختصاصه ، فإذا أحسنها قراءة وفهماً وأسلوباً ، أجاد الفهم إذا قرأ ، والتعبير إذا تحدث أو ألَّف ، وهذه غاية ينبغي أن تسعى إلى تحقيقها مناهج التعليم في الكليات الجامعية عامة ، وكليات الشريعة والآداب خاصة

آخر الأخبار
ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا لكل طالب حقه الكامل.. التربية تناقش مع موجهيها آلية تصحيح الثانوية تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟