الثورة – أحمد صلال – باريس:
فيلم وثائقي ومؤثر وشيق يروي حياة فلسطيني، رجل جريح، لكنه مدفوع برغبة في العدالة والسلام الاجتماعي.
عز الدين أبو العيش، أول طبيب فلسطيني يعمل في مستشفى إسرائيلي، شهد قصف منزله عام 2009، ما أسفر عن مقتل ثلاث من بناته وابنة أخته، ورغم هذه المأساة، استجمع قواه ليتحدث عن الأمل والمصالحة. ومنذ ذلك الحين، يعيش في كندا، ويناضل بلا كلل من أجل السلام بين إسرائيل وفلسطين، وحصل على خمس ترشيحات لجائزة نوبل للسلام.
فيلم “طبيب من أجل السلام” هو أول فيلم وثائقي طويل للمخرجة الفرنسية الأميركية تال باردا.. عاشت في القدس قبل دراستها في جامعة تل أبيب، واشتهرت بسلسلة أفلامها الوثائقية “الملف الجنائي 512″، وهي من أكثر الأفلام مشاهدة في إسرائيل.
حاز فيلم “طبيب من أجل السلام” على جوائز عديدة، منها جائزة السينما من أجل السلام في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور في مهرجان “الأفلام المهمة” السينمائي (هولندا).
هذا الفيلم الوثائقي مستوحى من كتاب “لن أكره” للطبيب عز الدين أبو العيش، الذي يروي الفيلم مسيرته المهنية، رُشّح عز الدين أبو العيش خمس مرات لجائزة نوبل للسلام.
وتدور أحداث الفيلم الوثائقي في قطاع غزة ويتتبع حياة الدكتور عز الدين أبو العيش، وهو طبيب فلسطيني مرموق يعمل في إسرائيل، لطالما دافع عز الدين أبو العيش عن المساواة، وهو نضال اشتد بعد المأساة التي مر بها في يناير 2009، حيث توفيت ثلاث من بناته إثر إطلاق نار إسرائيلي على منزله.
هذا الحدث المدمر هو الذروة العاطفية لهذا الفيلم الوثائقي المؤثر للغاية، يصور الفيلم الطبيب الملتزم بالسلام، ينتهز عز الدين هذه المأساة ليطلب من “إسرائيل” احترام الأرواح البشرية، يدعو عز الدين أبو العيش إلى مجتمع التعايش والسلام.
كما يخوض معركة قانونية للحصول على اعتذار من “إسرائيل”، ومن خلال سرد هذه القصة، يكشف هذا الفيلم الوثائقي الملتزم أيضاً عن الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون، ولاسيما في الحصول على الرعاية الصحية وسيطرة “إسرائيل” على قطاع غزة، كما يتم استعراض صعود حماس إلى السلطة وقصف إسرائيل لقطاع غزة منذ عام 2008 فصاعداً بشكل موجز.
يتألف الفيلم الروائي من عدة مشاهد متسلسلة زمنياً، يُشار إلى كل منها بالمأساة التي عانى منها الطبيب، تُظهر هذه المشاهد كيف تغيرت حياته منذ مأساته الشخصية، التي كانت حافزاً لدعوته للسلام.
بالإضافة إلى عز الدين أبو العيش، تتحدث اثنتان من بناته لمشاركة الحزن العميق الذي تعيشه عائلته، كما يُسلط مُقدم برامج تلفزيونية فلسطيني مُقرب من الطبيب الضوء على أثر كفاحه وقوة التزام عز الدين أبو العيش، الذي يحظى دائماً بدعم الفلسطينيين.
بالإضافة إلى المقابلات، يُصوَّر الطبيب خلال مشاهد يومية، في منزله وفي المستشفى الذي يعمل فيه، كما تدعم بعض اللقطات الأرشيفية بعض الأحداث، ولاسيما رد فعله بعد الحادثة المأساوية.
وأخيراً، تُصوِّر مشاهد متحركة مشاهد مهمة من حياته كان من المستحيل تصويرها لولا ذلك.. لذا، يُنصح بمشاهدة هذا الفيلم الوثائقي القيّم والمؤثر، لمحتواه ومنهجه على حد سواء.