الثورة أون لاين – سامر البوظة :
مما لاشك فيه أن عام 2020 لم يكن عاما عاديا في الولايات المتحدة, فقد عاش الأميركيون خلاله عاما كاملا على إيقاع الانتخابات الرئاسية التي كانت الأكثر جدلا وصخبا في تاريخها, وسط انقسام حاد وغير مسبوق , حيث كشفت تلك الانتخابات عمق الانقسامات السياسية وهشاشة المجتمع الأميركي, وآلت نتيجتها في النهاية لمصلحة المرشح الديموقراطي جو بايدن على حساب منافسه الجمهوري دونالد ترامب الذي يختتم بذلك ولايته الرئاسية لأربع سنوات كانت خارجة عن كل المعايير السائدة, وسباق انتخابي طغى عليه وباء كوفيد – 19, الذي كان له الدور الأكبر في هزيمته بعد رفضه الاعتراف بخطورة الأزمة وإصراره على التقليل من أهميتها.
إذا” انتخابات 2020 لم تكن كغيرها من الانتخابات, وسيتذكرها الأميركيون طويلا لما شهدته من أحداث وتطورات خلال حملة انتخابية جرت بحدة غير مسبوقة, وهزيمة وتشكيك بصحة الانتخابات من قبل ترامب الذي رفض الاعتراف بهزيمته.
وبغض النظر عن الدعوات إلى الهدوء والمصالحة الصادرة عن الرئيس المنتخب, سيظل المجتمع الأميركي بدون شك منقسما بشدة في الوقت الذي يستعد فيه لأن يشهد أسلوبا آخر في الحكم بعد قدوم بايدن, الذي سعى منذ فوزه على إبراز التناقض مع الرئيس الخامس والاربعين.
فعلى مدى أشهر, كان ترامب يردد “سنربح، سنربح، سنربح” , وبعد هزيمته رفض حكم صناديق الاقتراع بعناد، لدرجة أن وصول بايدن الوشيك إلى البيت الأبيض بات يبدو لأميركا والعالم، ومهما كانت الخلافات السياسية، على أنه وعد بإحلال الهدوء.
وعد لخصه رسم لروبرت لايتون نشر في صحيفة “نيويوركر” لأب يقرأ قصة لابنته عند حلول الظلام, كل شيء يقال في الجملة الأخيرة من الكتاب: واعتبارا من هذا اليوم، لم يعد الأمر يتعلق فقط بدونالد ترامب.
“الانتخابات الأكثر فسادا في التاريخ” هكذا كتب ترامب في تغريداته بالأحرف الكبيرة ، ومارس سياسة الأرض المحروقة, كما ازدرى جميع القواعد غير المكتوبة التي تساهم في الأداء السليم للآلة السياسية الأميركية, من توجيه تحية للفائز، أو انتقال منظم للسلطة أو توجيه خطاب جامع للأميركيين, والأخطر من ذلك أنه تعمد تأليب قسم من البلاد ضد الآخر.