الثورة أون لاين – ترجمه ختام أحمد:
تمضي “إسرائيل” في خطتها لضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية” مع إبقاء السكان الفلسطينيين في ظروف شديدة الحرمان والعزلة، “إذا نجحت المناورة، ستسيطر “إسرائيل” على كل الأراضي التي احتلتها خلال حرب عام 1967، بما في ذلك أفضل مصادر المياه والأراضي الزراعية.
وستجد الضفة الغربية نفسها في نفس الوضع مثل قطاع غزة، معزولة عن العالم الخارجي ومحاطة بقوات عسكرية إسرائيلية معادية ومستوطنات إسرائيلية “.
تشكل الوثيقة التالية المتعلقة بتشكيل “إسرائيل الكبرى” حجر الزاوية للفصائل الصهيونية القوية داخل حكومة نتنياهو الحالية، حزب الليكود، وكذلك داخل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية.
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ كانون الثاني 2017 بعبارات لا لبس فيها ، دعمه للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية (بما في ذلك معارضته لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334 ، المتعلق بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة)، وأعربت إدارة ترامب عن اعترافها بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، والآن يتم ضم الضفة الغربية بأكملها إلى “إسرائيل”، وصفقة القرن بالنسبة لترامب هي “إسرائيل الكبرى” التي تحرم الفلسطينيين من جميع حقوقهم الإقليمية، وتخطط “إسرائيل” لضم وادي نهر الأردن بالكامل بالإضافة إلى المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
كانت “صفقة ترامب داعمة لمشروع “إسرائيل الكبرى”، الذي يتمثل أيضًا في تقييد “حق العودة” للفلسطينيين من خلال “تجنيسهم كمواطنين في لبنان والأردن وسورية والعراق وأماكن أخرى على المستوى الإقليمي” حيث يقيمون “.
ضع في اعتبارك.. تصميم “إسرائيل الكبرى” ليس مشروعًا صهيونيًا خاصًا بالشرق الأوسط، إنه جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأمريكية، وهدفه الاستراتيجي هو بسط الهيمنة الأمريكية بالإضافة إلى تقسيم الشرق الأوسط وبلقنته.
يهدف قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة “لإسرائيل” إلى إثارة عدم الاستقرار السياسي في جميع أنحاء المنطقة، وبحسب ثيودور هرتزل، مؤسس للصهيونية، فإن “مساحة الدولة اليهودية تمتد” من وادي النيل إلى نهر الفرات “. وبحسب الحاخام فيشمان، “تمتد أرض الميعاد من نهر مصر حتى نهر الفرات، وتشمل أجزاء من سورية ولبنان”. وعند النظر إليها في السياق الحالي، بما في ذلك الحصار على غزة ، فإن الخطة الصهيونية للشرق الأوسط لها علاقة وثيقة بغزو العراق عام 2003، وحرب عام 2006 على لبنان ، وحرب 2011 على ليبيا، والحروب المستمرة على سورية والعراق واليمن، ناهيك عن الأزمة السياسية في السعودية.
ويتمثل مشروع “إسرائيل الكبرى” في إضعاف الدول العربية المجاورة وتقسيمها في نهاية المطاف كجزء من مشروع توسعي أمريكي-إسرائيلي، بدعم من الناتو، وغني عن القول أن مشروع “إسرائيل الكبرى” يتوافق مع التصميم الإمبراطوري الأمريكي. فخطة المنظمة الصهيونية العالمية للدولة اليهودية ما يلي:
• كل فلسطين.
• جنوب لبنان حتى صيدا ونهر الليطاني.
• مرتفعات الجولان السورية وسهل حوران ودرعا.
• السيطرة على سكة حديد الحجاز من درعا إلى عمان والأردن وكذلك خليج العقبة.
أراد بعض الصهاينة المزيد من الأراضي من النيل في الغرب إلى نهر الفرات في الشرق، تشمل فلسطين ولبنان وغرب سورية وجنوب تركيا.
دعم المشروع الصهيوني حركة الاستيطان اليهودية على نطاق أوسع، يتضمن سياسة استبعاد الفلسطينيين من فلسطين مما يؤدي إلى ضم كل من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى “إسرائيل”، وستنشئ “إسرائيل الكبرى” عددًا من الدول بالوكالة وستشمل أجزاء من لبنان والأردن وسورية وسيناء وكذلك أجزاء من العراق والسعودية، ووفقًا لمهدي داريوس نازمروايا في مقال بحثي عالمي عام 2011، كانت خطة ينون استمرارًا للتصميم الاستعماري البريطاني في الشرق الأوسط، وخطة ينون هي خطة إستراتيجية إسرائيلية لضمان التفوق الإقليمي الإسرائيلي، فهي تصر وتنص على أنه يجب على “إسرائيل” إعادة تشكيل بيئتها الجيوسياسية من خلال بلقنة الدول العربية المجاورة إلى دول أصغر وأضعف.
ينظر الإسرائيليون إلى العراق باعتباره تحدٍ استراتيجي لهم لهذا السبب تم تحديده باعتباره محور بلقنة الشرق الأوسط والعالم العربي، وعلى أساس مفاهيم خطة ينون، دعا الإستراتيجيون الإسرائيليون إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول واحدة كردية ودولتين عربيتين، وكانت الخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك هي الحرب بين العراق وإيران، والتي ناقشتها خطة ينون.
بصرف النظر عن تقسيم العراق، الذي دعت إليه خطة بايدن أيضًا، تدعو خطة ينون إلى تقسيم لبنان ومصر وسورية، كما أن تقسيم إيران وتركيا والصومال وباكستان يتماشى مع هذه الآراء، كما تدعو خطة ينون إلى الحل في شمال إفريقيا وتتوقع أن تبدأ من مصر ثم تمتد إلى السودان وليبيا وبقية المنطقة.
تتطلب “إسرائيل الكبرى” تقسيم الدول العربية القائمة إلى دول صغيرة، وتعمل الخطة على بندين أساسيين للبقاء على قيد الحياة، فيجب على “إسرائيل” أولاً أن تصبح قوة إقليمية إمبريالية وثانياً يجب أن تؤثر على تقسيم المنطقة بأكملها إلى دول صغيرة عن طريق حل جميع الدول العربية الموجودة.
يعتمد التقسيم على التكوين العرقي أو الطائفي لكل دولة وبالتالي، فإن الأمل الصهيوني هو أن تصبح القائمة على أساس طائفي تابعة “لإسرائيل، هذه ليست فكرة جديدة، ولا تظهر لأول مرة في التفكير الاستراتيجي الصهيوني.
في الواقع كان تجزئة جميع الدول العربية إلى وحدات أصغر موضوعًا متكررًا، في هذا السياق فإن الحرب على سورية والعراق هي جزء من عملية التوسع الإقليمي الإسرائيلي، وفي هذا الصدد فإن هزيمة الإرهابيين الذين ترعاهم الولايات المتحدة (داعش والنصرة) على يد القوات السورية بدعم من روسيا وإيران وحزب الله يشكل انتكاسة كبيرة “لإسرائيل”.
الخطة الصهيونية للشرق الأوسط :
إن غزو “إسرائيل” الواسع للبنان في عام 1978وفي عام 1982 ما هو إلا لتنفيذ هذه الخطة الهمجية والشاملة وتهدف هذه الخطة إلى التوسع لتشمل أجزاء من سورية والأردن أيضًا، كما أنهم يسعون إلى جعل الحكومات السورية والعراقية والأردنية والعربية الأخرى وكذلك الشعب الفلسطيني يوافقون ويرضخون لمخططاتهم.
إن الذي يخططون له ليس عالمًا عربيًا، لكنه عالم من الشظايا العربية جاهز للاستسلام للهيمنة الإسرائيلية، إن السياسة الصهيونية في تهجير الفلسطينيين من فلسطين هي سياسة نشطة إلى حد كبير، ولكن يتم إتباعها بقوة أكبر في أوقات الصراع، كما في حرب 1947-1948 وفي حرب 1967.
كما أن هناك مخططات صهيونية أخرى لإزالة فلسطين من الخارطة، بالطرف المقابل وبالمقارنة مع الإستراتيجية الصهيونية المفصلة والواضحة في هذه الوثيقة، فإن الإستراتيجية العربية والفلسطينية للأسف تعاني من الغموض وعدم الترابط، ولا يوجد ما يشير إلى أن الاستراتيجيين العرب قد استوعبوا الخطة الصهيونية في تشعباتها الكاملة، وبدلاً من ذلك فإنهم يتفاعلون بارتياب وصدمة عندما تتكشف مرحلة جديدة منها، ويتجلى ذلك في رد الفعل العربي، وإن كان صامتًا على الحصار الإسرائيلي لبيروت.
الحقيقة المحزنة هي أنه ما دامت الإستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط لا تؤخذ على محمل الجد فإن رد الفعل العربي على أي حصار مستقبلي للعواصم العربية الأخرى سيكون هو نفسه باستثناء سورية وحزب الله عربياً، وإيران على مستوى الإقليم، ورغم الحرب الدائرة في بلادهم فهم الوحيدون الذين يناضلون بشكل فعلي ويقفون في وجه الصهيونية ومخططاتها حول المنطقة ويعرقلون مشروع “إسرائيل الكبرى” وخطة ينون.
ميشيل شوسودوفسكي