الثورة اون لاين – لميس عودة:
ليس عن طريق ضخ الإرهاب ودعمه وتمويله فقط يشن الغرب الاستعماري المارق على القوانين الدولية هجماته لاستهداف دول منطقتنا ومحاولة النيل من منعتها وصمودها في وجه مشاريعه الاستعمارية، فثمة حروب أخرى أكثر بشاعة لا تقل انحطاطاً ودونية عن الأولى قوامها العزف النشاز على أوتار الإنسانية المقطوعة والتخفي خلف ستار الحريات لتبرير غزو الدول وشرعنة العدوان السافر عليها.
فعلى خشبة الادعاء الكاذب والاتجار القذر بحقوق الإنسان يعوم الغرب الاستعماري مدججاً بأسلحة الدجل والتضليل والخداع، مسخرا ماكينة إعلامية ضخمة ومساحات إعلامية واسعة لنفث السموم، ومستخدماً أدهى الحيل التضليلية وأخبث الطروحات المفخخة لدس الحريات الملغومة في طبخة غاياته الدنيئة، وذلك لتخريب العقول وجرها لتدمير مجتمعاتها، وكلص انتهازي يحترف فنون المراوغة والمخاتلة واللعب على أوتار الإنسانية وحقوقها يحاول غزو المجتمعات بضخ كم هائل من مصطلحات ظاهرها إنساني وديمقراطي ومكنونها تخريبي وهدام.
الإرهاب والمتاجرة الوقحة بحقوق الإنسان، رديفان متوازيان لا ينفصلان في لعبة الشرور الغربية وهما في صلب السياسة الغربية الرخيصة لغزو الدول وتفكيك ترابطها وتلاحمها، ومن خلالهما يسعى الغرب المنافق لتمرير أجنداته والتدخل السافر في شؤون الدول وزعزعة استقرارها وسلب شعوبها الأمان والاستقرار، وصولاً للغايات القذرة المتمثلة بالرغبة الجامحة للهيمنة وبسط النفوذ الاستعماري عليها وسلبها مقدراتها التي هي بوصلة كل المخططات التخريبية في منطقتنا وعلى امتداد الرقعة العالمية التي يسيل عليها لعاب الطمع الغربي الاستعماري.
يختبئ هذا الغرب الغارق في دعم الإرهاب والمنغمس في مآسي الشعوب ونزيف شريان سلامها واستقرارها خلف قش الحريات، ويتلطى بخبث خلف ستار حقوق الإنسان ووراء أقنعة الديمقراطية المزعومة، ويتنطح متزعموه على المنابر ومنصات الإعلام بتصريحات خلبية يعري الرياء والتدليس فيها فظاعة جرائمهم على الأرض، وتفضح نياتهم الحقيقية البراهين والبينات على ما اقترفوه بحق الشعوب، فبصمات إرهابهم وآثار “حرياتهم” الوحشية تدلل على فداحة إجرامهم في كل ما اقترفوه في منطقتنا وكل ما خلفوه من تدمير وتخريب متذرعين بصون الحريات وحماية حقوق الإنسان!.
لم تكن أميركا والغرب التابع لها يوماً مناصرين لقضايا الشعوب وحقوقهم، ولا لاهثين وراء أهداف صون الحريات المزعومة في منطقتنا على عكس أكاذيبهم، بل تاجروا دائماً بحقوق الشعوب المسلوبة من قبلهم في سوق النخاسة الدولية، ونصبوا فوق جثث حقوق الإنسان منصات المتاجرة الوضيعة، واعتلوا منابر الصفاقة والدجل، وكل ذلك للهيمنة الاستعمارية التي لا تفارق عقليتهم والتي من أجل تحقيقها لا يهمهم الدوس فوق جثة الشرعية الدولية، وقوانين حقوق الإنسان، وفوق آلام وعذابات الشعوب، ولا يعنيهم أبدا لو كانت كل شعوب العالم حطباً لإنضاج طبخة أطماعهم، فأي وقاحة وانحطاط إنساني وأخلاقي توسم أفعال هذا الغرب المنافق المدعي؟!.