الثورة اون لاين- ادمون الشدايدة:
يخيم العجز والفشل على الدول الأوروبية في تصديها لوباء كورونا حيث باتت النسخة الجديدة للفيروس العنوان الأبرز للمرحلة الراهنة، بعد أن فقدت الدول القدرة على السيطرة عليها ما يهدد بمزيد من الضحايا.
بؤر جديدة تظهر على الواجهة تمتد من بريطانيا إلى الدنمارك وهولندا وأستراليا، دفعت منظمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر مجددا، فسارعت إلى التحذير ووجوب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة السلالة الجديدة.
من بريطانيا التي تعيش صراعات كبيرة بسبب فشلها في إدارة الأزمة فقد كان لها النصيب الأكبر من خطر ذلك الوباء في ظل خروج السلالة الجديدة للفيروس عن السيطرة بحسب ما أعلنه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، بحيث تشكل نسبة العدوى في تلك السلالة 70%.
في مقابل ذلك تتجه بريطانيا نحو تطبيق إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي بدءا من اليوم الأحد لوضع حد لتفشي هذه السلالة، من ضمنها فرض الحجر الصحي في لندن وجنوب شرقي إنكلترا، كما أنه من المتوقع أن تصدر الحكومة البريطانية إقرارا باستخدام لقاح “كوفيد 19″، الذي طورته شركة “أسترازينكا” وجامعة أكسفورد يومي 28 أو 29 كانون الثاني الجاري، لتسريع حملة التطعيم
هذا التشدد في التدابير الذي رفضه رئيس الوزراء بوريس جونسون قبل بضعة أيام، أطاح بتوقعات الانفراج النسبي، وقد أعلنت سلطات اسكتلندا وويلز بعد إنكلترا، أيضاً تدابير أكثر صرامة.
والمملكة المتحدة هي إلى جانب إيطاليا، الدولة الأوروبية الأكثر تضررا بكوفيد-19 الذي أودى فيها بحياة أكثر من 67 ألف شخص، وتجاوزت البلاد السبت عتبة مليوني إصابة مسجلة.
هذا وتسابق الكثير من الدول الأوروبية الزمن للحد من انتشار هذا الوباء الذي يعصف بشعوبها حيث بدأت تعزز إجراءاتها مع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة، لاحتواء الموجة الثالثة منه بما في ذلك سلالته الجديدة حيث أصبحت أوروبا المنطقة الأكثر تضررا منذ ظهور الوباء قبل عام.
وقد علقت هولندا، التي تفرض إجراءات إغلاق تشل المدارس والشركات الأساسية حتى منتصف كانون الثاني، كل رحلات الركاب القادمة من بريطانيا اعتبارا من اليوم وحتى الأول من كانون الثاني بعد اكتشاف إصابة بسلالة جديدة للفيروس في المملكة المتحدة، أما الحكومة الإيطالية فقد بينت أن خبراءنا يخشون أن يرتفع منحنى العدوى خلال فترة عيد الميلاد”.
الى كندا واستراليا فقد كانت القيود والإجراءات أكثر صرامة أيضاً بعد أن تسارع انتشار الفيروس بشكل كبير بنسبة 100 ألف شخص خلال أسبوع، وصدرت السبت أوامر لسكان عدة أحياء على طول الساحل الشمالي لمدينة سيدني بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا عند الحاجة.