الثورة أون لاين – سلام الفاضل:
لا يمكن لناطق بالضاد، أو سواه من أصحاب الألسن الأخرى أن يُنكر فضل اللغة العربية، ودورها، وأهميتها، وغنى معجمها بالألفاظ، والكلمات، والمرادفات، والأضداد؛ فاللغة العربية هي لغة حيّة ومستمرة باستمرار الناطقين بها منذ مئات الأعوام، إذ يبلغ عددهم اليوم نحو ٤٦٧ مليون إنسان، كما يبلغ عدد مفرداتها نحو ١٢ مليون مفردة تقريباً.
ونظراً لهذه الأهمية التي ازدانت العربية بها، والغنى اللغوي والمعجمي الذي ميّزها، إضافة إلى العدد الكبير للناطقين بها حول العالم فقد تم اعتمادها كإحدى اللغات الرئيسة الست في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واللجان التابعة لها، وذلك في ١٨ كانون الأول من عام ١٩٧٥؛ ودرجت الأوساط العربية على اعتبار هذا اليوم هو اليوم العالمي للعربية، وفيه يُحتفى بها كلغة حيّة، ومعطاءة، وزاخرة بالتجدد.
واحتفاءً باللغة العربية في يومها العالمي أقامت اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في وزارة الثقافة يوم الخميس الفائت ندوة حملت عنوان (تحديات العربية المعاصرة) شارك فيها كلٌّ من السادة: د.محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية الذي قدم مداخلةً حملت عنوان (التحديات التي تواجه لغتنا العربية)، ود.موفق دعبول عضو مجمع اللغة العربية الذي حملت مداخلته عنوان (المحتوى العربي على الشابكة) ، ود.عبد الناصر عساف عضو مجمع اللغة العربية الذي عنون مداخلته باسم (أثر ترجمة الألفاظ والأساليب في العربية المعاصرة)، وأدار هذه الندوة د. ثائر زين الدين رئيس اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في وزارة الثقافة.
مجتمع المعرفة
وسنسلط الضوء في هذا المقال على المداخلة التي قدمها د.موفق دعبول والتي كانت تحت عنوان (المحتوى العربي على الشابكة).
شرع د. دعبول بدايةً في تعريف المحتوى الرقمي على الشابكة، وبيّن أنه يُشترط في المادة كي تكون محتوىً رقمياً أن تكون موثّقة، ومنشورة للعموم، مؤكداً أنه ينبغي على من يلج الشابكة أن يدرك أنه ليس بالضرورة أن تُشكّل كلُّ معلومة معرفةً. ثم انتقل لتعريف الشابكة إذ أوضح أنها المصطلح الذي يعادل مصطلح “الإنترنت”، والذي أقرّه مجمع اللغة العربية، ليتطرق لاحقاً للحديث عن مجتمع المعرفة حيث رأى أنه ذاك المجتمع الذي يُنتج المعرفة، ويوظّفها في شؤون الحياة المختلفة، وذكر في معرض كلامه ما تمخضت عنه بعض الدراسات في الإشارة إلى أن المعرفة التي يحتاجها الوطن العربي لا تقوم إلا على الفهم، وأن إقامة مجتمع المعرفة عند العرب يتطلب جملة من الشروط، منها: العناية بالعلم والتعليم، والعناية باللغة العربية، وتمكين المرأة، والانفتاح على الثقافات الأخرى… وسوى ذلك.
المحتوى الرقمي العربي
وأورد د. دعبول خلال مداخلته ثبتاً بأسماء أشهر المواقع العربية على الشابكة، ومنها: المكتبة العربية، والموسوعة العربية، وموسوعة الشعر العربي، والمكتبة الرقمية، والورّاق، وويكبيديا العربية… وسواها. موضحاً أن معظم المحتوى العربي الرقمي الذي تبلغ نسبته نحو ٣% فقط من مجمل ما يُنشر على الشبكة العنكبوتية، هو محتوى يتجه نحو الترفيه، إلى جانب ما يمتاز به من عدم الأصالة، والتكرار، والنسخ، والنقل عن الآخرين.
جوانب إيجابية
ورأى د. دعبول في ختام مداخلته أنه على الرغم من وجود عدد من السلبيات التي تطفو على السطح فيما يخص نوعية المحتوى الرقمي العربي المطروح على الشابكة، إلا أن ثمة جوانب إيجابية هامة لابد من الإشارة إليها في موضوع التمكين للغة العربية، وصونها، والحفاظ عليها، وتحسين جودة ونوعية المحتوى العربي الرقمي، وهي أن سورية قد خطت خطوات واسعة في هذا المضمار، وذلك من خلال إقامة صفوف للمعلوماتية في معظم المراحل الدراسية، وتدريس المناهج الجامعية باللغة العربية، إلى جانب المساهمات الهامة لمؤسساتنا وأبنائنا في دعم المحتوى العربي على الشابكة، وتشكيل لجنة التمكين للغة العربية التي تفرع عنها عدد من اللجان الفرعية في الوزارات كافة، إضافة إلى مساهمات وزارة الثقافة في حفظ العربية، وصونها، ورفع سوية المحتوى الرقمي العربي على الشبكة العنكبوتية.