قرن ونيف من الزمن وويلات الغرب الاستعماري تصب في المنطقة العربية، وربما أكثر من هذا حين كان احتلال لقسم من دول المغرب العربي، وحملة نابليون على مصر، وما في قائمة العدوان، وهي طويلة لا يمكن اختزالها، بعد هذا العدوان المباشر والمؤلم، ومع اندحاره بفضل المقاومة التي خاضتها الشعوب وطرده، كانت المؤسسة الأممية منبراً جديداً لتدخلاته بصفاقة ومن خلال قرارات يتخذها ما سمي (مجلس الأمن) الذي لو استعرضنا تاريخ قراراته التي وصلت أرقاماً كبيرة تقترب من الثلاثة آلاف، لما وجدنا فيها قراراً واحداً أنصف القضايا العربية العادلة، وأيضاً لم يخل قرار منها من ألغام يضعها الغرب المقاد برسن الكيان الصهيوني، وعصا التدخل الأميركي وجزرتها التي تقربها وتبعدها حسب مصالحها، هذه حقيقة لايمكن لأحد أن يلغيها فقط لتكن قراءة محايدة وموضوعية لنرى ذلك على أرض الواقع.
ومع العدوان المباشر على سورية، تم تجديد تفعيل منصات الأمم المتحدة لتكون منطلقاً للعدوان بصيغ عرفنا كيف كانت تعلن باسم الإنسانية لتدمر الأوطان (العراق وافغانستان ..إلخ ) الدم الذي سفك باسم الإنسانية يمكن أن يملأ بحاراً، والخسائر لن تعوض عبر قرون من الزمن، ومع ذلك مازال العهر الأخلاقي والقيمي هو السائد في الاجتماعات ومشاريع القرارات التي تدعو إليها واشنطن وتمضي في ركبها الدول الغربية، فهل يصدق أحد ما أن ألمانيا وبريطانيا وهولندا وغيرها من الدول التي دعمت الإرهاب – ومازالت – هل يصدق أنها فعلاً تعمل وتعد مشاريع قرارات لخدمة السوريين؟.
إذا كنتم تتباكون على سورية: أوقفوا عقوباتكم وحصاركم، أوقفوا عدوانكم المباشر وغير المباشر، دعمكم للإرهاب، ادعوا لجلسة طارئة في مجلس الأمن تناقش جريمة قطع المياه عن ملايين السوريين في الحسكة، أعلنوا أن هذه الأعمال جرائم حرب يجب أن يحاسب عليها النظام التركي.
أعلنوا رفضكم وشجبكم لإحراق مواسم السوريين (من الحسكة إلى الساحل إلى كل بقعة تآمرتم عليها).
قفوا وواجهوا واشنطن التي تعلن جهراً أنها تسرق النفط السوري، بعد أن دمرت البنية التحتية في الكثير من مدن الجزيرة السورية.
هل تجرؤون، هل تفعلون ولو همسا فيما بينكم، أليس ما تقومون به في مجلس الأمن نوع من النفاق والعهر السياسي، لن نقول استغباء للعالم، لأن العالم يعرف مدى زيفكم، وكيف تفكرون وتخططون، باختصار: إنها البلاهة التي يعرفها العالم كله.
من نبض الحدث- ديب علي حسن