مع ازدياد انتشار عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 وأعراضه التي باتت تظهر بأكثر من شكل، ودرجاته المتفاوتة من شخص لآخر ومدى مقاومة جهازه المناعي أو عدمها، وارتفاع حصيلة الوفيات.. نجد الحاجة ملحة لاتخاذ قرار حاسم بشأن الحظر التام أو الجزئي كوسيلة للحد من انتشار العدوى بالفيروس.
خطوة كهذه قد تحمينا من الإصابة بالمرض.. إلا أنها قد توصلنا لما هو أخطر وتوقعنا بين فكي الجوع.. فالظروف الراهنة والحصار الاقتصادي أحادي الجانب والعقوبات الجائرة قد تكون أشد فتكاً وألماً.. وتعطيل اقتصادي وتعليمي خطوة يصعب القيام بها -ونعود لنفس الدائرة- خاصة مع تفشي سلالة جديدة من كوفيد- 19 مؤخراً في أربع دول حول العالم.
فنحن ندور بحلقة مفرغة بين أمرين أحلاهما مر.. ازدحام هنا وهناك.. وطوابير في كل مكان.. وعامل إذا عمل أكل وإذا لم يعمل بات جائعاً.. كوادر طبية نخسرها يوماً تلو الآخر.. وقامات علمية في جامعاتنا ومدارسنا تغادرنا، ولا بديل لإيقاف العملية التعليمية، فالتعلم عن بعد ليس متاحاً للجميع.
في شهر آب كان أعلى رقم للإصابات 105 إصابات يومية وبوسطي ٧ أيام ٨٠ إصابة… وفي شهر كانون الأول أعلى رقم حتى الآن 167 وبوسطي ٧ أيام 127 إصابة.. هل الموجة الثانية أعلى من الموجة الأولى؟ أم أن زيادة عدد المسحات التي تتم يومياً هو الذي رفع عدد الإصابات المسجلة..!.
الوقاية مهما كانت بسيطة من استخدام الكمامات والمعقمات والتباعد المكاني ما أمكن.. قد تساعد ولو بشكل بسيط من انتشار العدوى بالفيروس.. والتزام الحجر الذاتي المنزلي في حال الشعور بأي من أعراض الإصابة بالفيروس، والتوقف عن تناول الوصفات الخماسية والسداسية وغيرها من الخزعبلات! والأهم التواصل مع الأطباء في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان.
هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يزالون يعيشون حياتهم الطبيعية ويتبادلون الزيارات غير الضرورية ويعودون مرضى.. فإن كانت هذه حرية شخصية فإنها تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين بحماية أنفسهم وذويهم، وإلا فهم شركاء في تحديد مصيرهم وغيرهم.. فإما نموت مرضاً أو جوعاً.
أروقة محلية- عادل عبد الله