الثورة أون لاين- راغب العطيه:
الحرب الإرهابية على سورية كانت منذ بدايتها وفي جانب كبير منها حربا إعلامية تضليلية بامتياز، تقوم على قلب الحقائق وفبركتها بما ينسجم مع المشروع الإرهابي الصهيوني الأميركي، فقد تم استهداف الإعلام الوطني من قبل الإرهابيين وداعميهم، بموازاة استهدافهم للجيش العربي السوري، وللمدنيين وممتلكاتهم الخاصة، والمؤسسات الحكومية الأخرى، والبنى التحتية من كهرباء ومياه ومشاريع خدمية واقتصادية ومصانع وجسور وطرقات الخ..
وقرار الإدارة الأوروبية للقمر الصناعي “يوتلسات” بإنزال كافة قنوات الإعلام السوري الرسمية عن تردداتها اعتباراً من بداية العام القادم يصب في هذا الاتجاه ويأتي متسقاً مع الحصار الأميركي الظالم على الشعب السوري، وهو تأكيد جديد على أن ادعاء الأوروبيين بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير ليست إلا أكذوبة غربية للاستهلاك الإعلامي وتضليل الشعوب.
ويستهدف مرتكبو هذه الجريمة الموصوفة بهذا القرار الشعب السوري قبل وسائل إعلامه، بشكل مناف للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، وذلك خدمة للتنظيمات الإرهابية والكيان الصهيوني، معتمدين في ذلك على مجموعة من وسائل الإعلام الغربية والناطقة بالعربية والتي كانت شريكة بسفك دماء السوريين.
وقد تعرضت مؤسساتنا الإعلامية للكثير من العمليات الإرهابية والتخريبية، والقنوات السورية سبق أيضا واستهدفت بالإقصاء منذ عام 2012 من قبل ما تسمى جامعة الدول العربية، إلا أن هذا الإجراء العدواني باء بالفشل وبقي الإعلام السوري إلى جانب الجيش العربي السوري يغطي انتصاراته المتواصلة على التنظيمات الإرهابية، وينقل حقيقة ما يجري على الأرض بكل مهنية وبأمانة وشفافية قل مثيلها، وقدم إعلامنا الوطني في سبيل مهمته الوطنية العديد من الشهداء والجرحى، وإلى جانبه الإعلام المقاوم الذي يقف في نفس الخندق مع سورية بمواجهة المشاريع الصهيونية والإرهابية.
الخطوة الأوروبية الأخيرة لم تأت من فراغ، بل هي نتاج تنسيق منظم ومحكم مع إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها في دعمها للتنظيمات الإرهابية وللكيان الصهيوني.