الثورة أونلاين – ناصر منذر:
أظهرت الحرب الإرهابية على سورية، وانخراط الدول الأوروبية فيها من حيث دعم التنظيمات الإرهابية، وشرعنة جرائمها، وحماية متزعميها، أن أوروبا محكومة بعلاقة التبعية والارتهان للولايات المتحدة، نظرا للمهمات القذرة التي لا تزال تلك الدول تؤديها، وهذه المهمات عرت نفاقها، وأظهرت نزعتها العدوانية والإجرامية، وألمانيا إحدى تلك الدول التي قدمت ولم تزل الكثير من الدعم للإرهابيين في سياق الدور المناط بها أميركيا، واحتضانها اليوم للإرهابي خالد الصالح متزعم تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي وعائلته، مع عدد آخر من الإرهابيين، واستقبالهم بهذه الحفاوة الكبيرة، بعد تقهقهر ودحر معظم التنظيمات الإرهابية عن الأراضي السورية، لا يمكن وضعه إلا في سياق حماية أولئك الإرهابيين لإعادة تدويرهم، وتكليفهم بأدوار إرهابية أخرى مرسومة لهم قبل انتهاء صلاحيتهم.
كل الحقائق الميدانية كشفت بالبرهان والدليل القاطع أن تنظيم “الخوذ البيضاء” هو الذراع الأساسي لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، أنشأته الولايات المتحدة وبريطانيا ومولته الكثير من الدول الأوروبية ، واستقبال ألمانيا اليوم لرئيس هذا التنظيم الإرهابي يؤكد مجدداً ضلوع حكومتها في العدوان على سورية وتوفير الدعم للتنظيمات الإرهابية، وإعلان وزارة خارجيتها أنها قدمت 5,1 ملايين يورو لمساعدة هذا التنظيم الإرهابي في عام 2020، يفضح مجددا علاقتها الوثيقة بـ “الخوذ البيضاء” خلافا لادعاءاتها كغيرها من الدول الغربية بمكافحة الإرهاب، وخلافا لقرارات مجلس الأمن التي أكدت أن تنظيم جبهة النصرة وكل ما يرتبط به هي تنظيمات إرهابية تجب مكافحتها، كما يؤكد إيواءها لمتزعم هذا التنظيم على أراضيها وتوفير كل الحماية له، على أنها شريكة أساسية في تسخير هذا التنظيم لممارسة الإرهاب وخاصة الإرهاب الكيميائي بهدف تشويه صورة سورية، وإطالة أمد الحرب عليها، حيث لم يعد خافيا أن الإرهاب الذي مارسه هذا التنظيم أدى إلى مقتل الكثير من السوريين الأبرياء.
ألمانيا كسائر الدول الأوروبية السائرة في الفلك العدواني الأميركي، تمارس سياسة التضليل و تشويه الحقائق وقلب المفاهيم لخداع الرأي العام الغربي والعالمي بتقديم منظمة “الخوذ البيضاء” على أنها منظمة إنسانية، في حين أن الحقيقة هي أنها منظمة إرهابية، وأداة رئيسية في الحملة الإعلامية ضد سورية ومصدر لفبركة الأكاذيب والاتهامات المتصلة بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق وجود الجماعات الإرهابية، جندها الغرب، وسوق لمرتزقتها الإرهابيين “كأبطال إنسانيين” مزيفين، إلى درجة منحهم جائزة الأوسكار تقديرا لنجاحهم في إنجاز المهام الموكلة إليهم في فبركة وتسويق الأكاذيب، واستخدامها في اتهامات للحكومة السورية في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن.
حماية الحكومة الألمانية لمتزعمي الإرهاب وإيوائهم على أراضيها ومنهم متزعم تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي، هو انتهاك سافر لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب ويمثل خطراً على الأمن والسلم في العالم، وهو ما تفعله أيضا العديد من الدول الأوروبية التي سرعان ما انكشف ارتباطها الوثيق بـ “الخوذ البيضاء”، قبل عامين عندما سارعت تلك الدول المشغلة لهم ومنها ألمانيا إلى إجلاء نحو 480 من عناصر هذا التنظيم وعائلاتهم بعد انتهاء المهام الموكلة إليهم في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري جنوب سورية، عبر تهريبهم تحت جنح الظلام إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت إشراف حكومة الاحتلال الصهيوني لإعادة توطينهم في دول أوروبية أخرى، لإخفاء تورطهم في فبركة الكثير من الاتهامات والحوادث المزعومة لاستخدام الأسلحة الكيميائية.
العالم كله يعاني اليوم خطر الإرهاب وتنظيماته التكفيرية المتعددة الأشكال والتسميات، بسبب الرعاية الأميركية والأوروبية له خدمة لمصالحها الاستعمارية، وكل ما يجري من جرائم إرهابية يندى لها جبين الإنسانية على صعيد المنطقة والعالم، لا يخرج عن نطاق تلك التنظيمات ومشتقاتها، ومن يديرها من أدوات غربية مأجورة.
